عون “يتحرَّش” بالطائف؟

21 مايو 2021
عون “يتحرَّش” بالطائف؟

كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: بالتأكيد، يدرك الرئيس عون أنّ مفاعيل رسالته إلى المجلس النيابي تتجاوز ملف تأليف الحكومة والمناكفة السياسية “الممجوجة” بين فريق العهد والرئيس سعد الحريري. وهو يعرف أنّ للخطوة أبعاداً ميثاقية، ومع ذلك أقدَم عليها.
 
وفي العمق، يبدو البلد وكأنّه قد دخل مرحلة اللعب في صلب التوازنات القائمة بين الطوائف، والتي كرَّسها اتفاق الطائف وصارت جزءاً من الدستور، وساهم السوريون في رعايتها بين 1990 و2005.
 
بقي الرئيس عون، وحتى مجيئه إلى رئاسة الجمهورية، يعلِّق على الطائف كل الخطايا ونكبات البلد والنظام السياسي. وهذا أمر بديهي. فـ»الجنرال»، شخصياً، له ثأر على الطائف الذي كان عنوان هزيمته السياسية والعسكرية في العام 1989. وهو الذي اقتلعه من قصر بعبدا حيث كان يجهِّز الأرضية للجلوس على الكرسي.
 
الاعتراض الأساسي يتعلق بانعدام التوازن بين الطوائف على حساب المسيحيين وشراكتهم في النظام، ولاسيما إضعاف موقع رئاسة الجمهورية. ولكن، هذا المعنى من الاعتراض لا يقتصر على عون، وقد شاركه فيه رموز مسيحيون خلال المرحلة السورية.
 
إذاً، هناك مَن يشجع إعادة البحث في الطائف. وعندئذٍ، لن يقتصر النقاش على تقاسم السلطة، بل سيتجاوزها إلى تحديد الراعي الخارجي للتسوية المفترضة. وعلى الأرجح، في جو الانهيار الداخلي يمكن تَوقُّع المفاجآت التي قد تبدو عفوية، ولكن لا شيء يمنع من أن تكون منظَّمة.
 
فبماذا تُذكِّر الصدامات التي جرت أمس، في «مناطق مسيحية» بين كسروان والأشرفية، بين سوريين مؤيّدين للرئيس بشّار الأسد ولبنانيين من بيئة «القوات اللبنانية» والكتائب، وإلى أين يمكن أن يؤدي هذا المناخ وسط التفكّك الداخلي الحاصل؟
 
وما مغزى التهديدات التي حرص رموز دمشق على التلويح بها، بوضوح، وقد انحاز إلى جانبهم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل؟ وكيف يمكن أن ينعكس هذا المناخ على مسار الأزمة الداخلية والتسويات المفترضة؟
 
 الأوراق تُخلَط بعنف على رقعة الشرق الأوسط. والقوى الإقليمية تحصِّن مواقع نفوذها لبنانياً، بالدعم الذي تقدِّمه إلى وكلائها وحلفائها داخل النظام والمؤسسات، وعلى الأرض. وفي الأفق، تلوح مطالبة بعض القوى بالمؤتمر التأسيسي، ومعها «الجنرال» بما يختزن من دفاتر عتيقة وذكريات حزينة تجاه الطائف. فهل اقترب موعد النقاش في الطائف؟