كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: منذ فترة طويلة والعلاقة باردة او مقطوعة بين جنبلاط والحريري الذي يتهم رئيس الاشتراكي بالسعي للتسوية مع عون على حسابه، وانه سبق وابدى رأيا امام الفرنسيين والروس من بعدهم بأن الحريري قد لا يكون رجل المرحلة لتشكيل الحكومة وهو الذي لم تعجبه اندفاعة المصريين المبالغ فيها باتجاه تبني الحريري. لم يغفر الحريري لجنبلاط الذي بدوره يأخذ على الرئيس المكلف انه دائم الزعل ولا شيء يرضيه. ورغم ذلك لا يزال جنبلاط متمسكا بالحريري الى جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري والذي لا يختلف وضعه مع الحريري عن جنبلاط ولو كان يستعين على ملاحظاته بحقه بالكتمان.
لم يتفوه جنبلاط بما لا يعلمه الاخرون وهو أن السعودية لم تعد تولي اولوية للبنان وتحديدا للحريري بدليل ان سفيرها في لبنان وليد البخاري يتحين فرص غياب الحريري ليقيم نشاطاته تجنبا لدعوته. فحوى ما قاله جنبلاط للحريري بحسب بعض التفسيرات ان الكيل طفح ولمصلحتك يجب ان تتفق مع رئيس الجمهورية، دون ان يسهى عن تذكيره بأنه سبق وشكل حكومة في عهد الرئيس اميل لحود بعد اغتيال والده فلمَ لا يريد تشكيلها مع عون؟
مشكلة جنبلاط مع الحريري اكبر من مشكلته مع عون وكان واضحا وصريحا بأن لا مودة متبادلة تجمعهما ومع ذلك فالتسوية معه لا بد منها لاستحالة ان تكمل البلاد في ظل الاوضاع الراهنة حتى نهاية العهد. واضحة معاناة جنبلاط من عناد الحريري ومكابرته ورغم ذلك فهو لا يتقصد خصومته، واذا كان يطالب بالتسوية مع الخصم فكيف والحال معه. لكن غالبا ما يكون الحليف سبب خسارتك لا الخصم. ادلى جنبلاط بدلوه بقصد مساعدة الحريري على الخروج من الجمود وبعد ذلك فلم يعد لديه ما يفعله لاجله. فحوى الرسالة للحريري اما ان تضحي او يتم التضحية بك. وفي كلا الحالين اعلان لا يصب في مصلحة الحريري ومستقبله السياسي. تقرب من عون بالاصلاحات ،هادن حزب الله بالسلاح ، وفتح لبري بابا بأن يكونا معا في التسوية ونصحه عدم الدفع باتجاه الحريري للنهاية طالما الوقائع واضحة والتحولات جلية. وبذكائه قصد من جملة ما قصد أن يؤسس لمرحلة يكون فيها ابنه تيمور جزءا من المعادلة وليس خارجها.
المصدر:
نداء الوطن