كتبت راكيل عتيق في” الجمهورية”: على خط الوساطة والمبادرات، تتربّع مبادرة بري التي تقضي بتأليف حكومة من 24 وزيراً بلا ثلث معطّل لأي طرف، وتقول أوساط متابعة لمسار التأليف من حركة «أمل» ومن تيار «المستقبل»: «إنّ الحريري قد يكون متخوّفاً من إعلان موافقته على هذه المبادرة، إذ لم يوافق عون رسمياً عليها، وهناك تجارب للحريري مع عون في تراجع الأخير عن اتفاقات تمّت بينهما خلال لقاءات التأليف».
إلّا أنّ الأوساط القريبة من عون تؤكد أنه «وصل للحريري أكثر من تأكيد عبر «سعاة الخير» في هذا الموضوع، وهو يعرف موقف الرئيس تمام المعرفة وأنّ الرئيس عون يسير في حكومة من 24 وزيراً بلا ثلث معطِّل، وأكثر من جهة سَعت لدى الرئيس وأبلغها موافقته على هذا الطرح والحريري يعرف ذلك. وبالتالي، هذه حجة ساقطة وتذرّع ساقط لأنّ الرئيس المكلف يعرف موقف رئيس الجمهورية من حكومة الـ 24 والثلث المعطِّل، وجميع الوسطاء الذين دخلوا على الخط وسعاة الخير يعرفون ذلك وأبلغوا الى الحريري أنّ هذا هو موقف عون النهائي والواضح».
لكن جهات عدة ما زالت تؤكد أنّ عون يسعى الى «الثلث المعطل»، ومنها جهات من خارج فريق الحريري، مثل حركة «أمل» التي عبّرت عن ذلك في البيان الصادر بعد اجتماعها الأخير. على ذلك ترد الأوساط القريبة من عون، بالقول: «عنزة ولو طارت». وترى «أنّهم أخذوا موقفاً ويعملون عليه كجزء من الخطة الممنهجة المعتمدة لتحميل الرئيس عون مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة، وهي غير محقة أو صحيحة، فرئيس الجمهورية دعا الحريري أكثر من مرة الى القصر الجمهوري، للتحدث والتفاهم على التركيبة الحكومية على أسس الشراكة والميثاقية والتوازن والاختصاص الفعلي، إلّا أنّ الحريري ترك تشكيلة الـ18 وذهب ولم يعد، ومن الواضح أنّه لا يريد التأليف».
المصدر:
الجمهورية