رحم الله رجال دولة كبارا صنعوا مجد لبنان

23 مايو 2021
رحم الله رجال دولة كبارا صنعوا مجد لبنان

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
بعد الإنجيل، قال في عظته في الشأن المحلي: “إلى متى يهان شعبنا من مسؤوليه؟ حتى متى يعيش أهلنا في قلق دائم غير عالمين متى يتزعزع استقرارهم بسبب انفجار يدمر حياتهم، أو بسبب شل مؤسساتهم وسرقة مدخراتهم، أو بسبب غريب أو جار يضمر لهم الحقد والشر، أو بسبب تصريح من هنا وموقف من هناك؟ ترى هل كنا بحاجة إلى الخضة الديبلوماسية التي أوقع لبنان فيها من يفترض به أن يكون رأس الديبلوماسية والأكثر ديبلوماسية؟ هل نحن بحاجة إلى مزيد من العزلة عن العالم وعن محيطنا الذي استقبل أبناءنا حين هجرهم ما أوصلهم إليه الزعماء والمسؤولون؟ إرحموا البلد وأبناءه وحافظوا على ما تبقى من تلك الصورة الناصعة التي كانت للبنان. فوضى وانهيار وإخفاقات وسقطات وتعطيل مؤسسات. هل هذا هو لبنان الذي عرفناه وعرفه آباؤنا؟ تتراكم الأزمات ولا أحد يتحمل المسؤولية أو يحاول إيجاد الحلول. إلى أين تأخذون البلد؟ رحم الله رجال الدولة الكبار الذين صنعوا مجد لبنان، وبنوا مؤسساته، ودعموا أسس ديموقراطيته، واحترموا دستوره، وعرف كل واحد منهم حده فوقف عنده”.
وتابع: “نحن في حاجة إلى دم جديد، إلى أشخاص إصلاحيين يضعون نصب أعينهم مصلحة البلد وخلاصه لا مصلحتهم ومصلحة أبنائهم. نحن نفتقر إلى القرار الشجاع ممن هدروا الوقت والمال وعادوا بلبنان إلى الوراء وأوصلوه إلى ما وصل إليه وأخفقوا في كل ما قاموا به. حتى الكارثة التي حلت ببيروت وأهلها لم يستطيعوا جلاء حقيقتها، وأخشى أن تكون هذه الحقيقة قد دفنت تحت ركام المرفأ وبيوت المواطنين المنكوبين الذين شردوا ومات أبناؤهم بسبب الجشع والطمع والتفرد والتسلط وعدم المسؤولية. قوة الحاكم تكمن في قراره الصائب الحكيم المستند إلى إرادة الشعب وحاجاته”.