بعد جلسة السبت… الانظار الى بعبدا ورد فعلها

24 مايو 2021
بعد جلسة السبت… الانظار الى بعبدا ورد فعلها

دخلت البلاد مرحلة محدّثة جدا من التصعيد والتوتر المفتوح بعد جلسة يوم السبت الماضي وما أعقب جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية في ما يتعلق بموضوع تأليف الحكومة، والتي وصفت بالصاخبة والعالية السقف، من لقاءات واتصالات اجراها رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعاونه النائب علي حسن خليل اوحت بتحرك جديد يهدف الى التوسط مجدداً بين بعبدا وبيت الوسط. غير ان المعطيات التي سادت المشهد السياسي غداة الجلسة النيابية لمناقشة رسالة عون الى المجلس، بدت شديدة التأزم والتعقيد والغموض، بل منذرة بمرحلة مختلفة من التصعيد المفتوح على مزيد من التداعيات المتفجرة سياسياً خصوصاً بعدما انكشفت الجلسة عن خسارة معنوية ثقيلة للعهد، يتعين عليه معها مراجعة متأنية لعملية تورطه او توريطه في حسابات خاطئة تماما جراء تشبثه بإرسال الرسالة الى مجلس النواب فيما أفقها الدستوري والسياسي مقفل أساساً. 

ماذا حصل قبل جلسة السبتوسعى الرئيس بري قبيل الجلسة الى التخفيف من حدة التشنج ما بين الفرقاء، اذ وبحسب “الأخبار” فإنه ومنذُ تلاوة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى مجلس النواب يومَ الجمعة الماضي، والتي حملَت طلباً ضمنياً بسحب التكليف من الرئيس سعد الحريري، تكثّفت الاتصالات بينَ القوى السياسية بإدارة من الرئيس نبيه برّي. اتصالات هدفَت – في الظاهر – إلى تبريد الجبهات وقطع الطريق على أي مشاحنة طائفية – سياسية تؤدي بالبلاد إلى مرحلة أكثر تشرذماً. غيرَ أن ما حصل في اليوم التالي جعل رئيس الجمهورية والتيار الوطنيّ الحرّ يشعران بأنهما “خُدعا”، خاصّة أن النائب جبران باسيل ألقى “خطاباً هادئاً”، بينما “فلت” الحريري في وجههما على عكس ما كانَ متفقاً عليه. وهذا ما سيدفع بهما، على ما تقول مصادر مطلعة “إلى المضيّ قدماً واتخاذ خطوات أخرى قد تفاجئ الجميع”.

وبينما تداولت معلومات عن أن حزب الله “تولّى الأمور مع رئيس تكتل لبنان القوي”، أوفد بري الى رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، النائب علي حسن خليل للتنسيق معه حول الموقف، ولا سيما مع وجود شعور بأن جنبلاط يميل الى سحب التكليف “وهو ما لم يكن وارد عنده” بحسب مصادره. حتى إن برّي طلب من الحريري الاتصال بجنبلاط بعدَ ذلك، وقد فعل ذلك “لتقديم الشكر له على موقف كتلته في الجلسة”.رد فعل الرئاسة الأولىالاّ ان الأنظار اليوم الى ما ستحمله الساعات والايام المقبلة، وما سيكون عليه ردّ رئيس الجمهورية على ما حصل في مجلس النواب، وقالت مصادر مطلعة لـ”الأخبار” إن علامات الاستفهام التي تركتها الجلسة تتمحور حول الخطوة المقبلة التي سيقوم بها عون أو باسيل، خصوصاً أن الاثنين معاً لم يستسيغا أبداً ما حصل، ويعتبران أنهما “تعرّضا لخديعة”. وأشارت المصادر إلى أن “عون كانَ يعلم بأن رسالته غير دستورية وأنها لم تكُن لتؤدي الى مكان”، وبالتالي فإنها “تأتي كخطوة من ضمن خطوات لاحقة يجري البحث فيها”. ولفتت المصادر إلى أن “عون وباسيل قد يذهبان الى خطوات قد تفاجئ الجميع، إذ تأكد أن الحريري فعلاً لا يريد أن يؤلف حكومة وهو محكوم بضوابط خارجية لا تسمح له باتخاذ أي خطوة”. وفيما لم تفصح المصادر عن نوع الخطوات التي ستتخذ لاحقاً، لفتت الى أن “كل شيء وارد، حتى الاستقالة من مجلس النواب رداً على التعطيل وعدم تحمّل أي من الأطراف مسؤوليته”. غير أن أوساط سياسية استبعدت مثل هذا الإجراء، ولا سيما أن هذا المطلب يمكن أن يدفع آخرين الى استغلال الفرصة للاستقالة من مجلس النواب، كالقوات اللبنانية التي تطالب بانتخابات نيابية مبكرة، وخاصة أن استقالة أكبر كتلتين مسيحيتين من المجلس ستفقده ميثاقيته”.وتتخوف مصادر نيابية معينة لـ”اللواء” من ان يقحم العهد السنة الأخيرة من حكمه في الفراغ الكبير.. تمهيداً لاحداث فراغ اجتماعي، وانهيار عام، في تلبية الاحتياجات، والتحول إلى احتكاكات بين القوى السياسية في الشارع.كما ستحمل الساعات الثماني والأربعين المقبلة مواقف جديدة من الازمة على هامش احياء مناسبة عيد التحرير غدا، والتي يتوقع ان يكون للمسؤولين وبعض القادة السياسيين اليوم وغدا كلمات فيها ومن بينهم الرئيس نبيه بري والأمين العام لـ” حزب الله” السيد حسن نصرالله.وفي هذا الاطار، كشفت مصادر “البناء” أن كلمة نصرالله غداً ستتضمن الموقف الرسمي لمحور المقاومة من الصراعات الأخيرة خصوصاً وانه يمثل أبرز قادته وأكثرهم قرباً من ساحات الصراع، ويقود أقوى حركات المقاومة فيه.