كتبت لوسي بارسخيان في” نداء الوطن”: إختار راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك عصام درويش، أن يترك بصمة نهائية إحتفاءً بيوبيله الاسقفي الفضي، ولكنها لم تخلُ من الجدلية التي أثارها في عدة مراحل من ولايته الأسقفية التي شارفت على طي صفحتها.
لم يغتنم المطران درويش “إحتفالية يوبيله” فرصة أخيرة لردم هوة التوتر التي سادت علاقته مع معظم الطبقة السياسية في المدينة. وبدلاً من ذلك خلفت الإحتفالية حججاً إضافية لتحفظات “زحلية” على أدائه، كان بعضها قد وصل الى مسامع الفاتيكان من خلال مراسلات طالبت بإقالته المبكرة.ولعل أبرز تلك التحفظات وأعمقها، كانت مع رئيسة الكتلة الشعبية ميريم سكاف، التي لم تتوان عن تناوله بخطابات نارية في إحياء ذكرى رحيل زوجها رئيس الكتلة الراحل الياس سكاف بأكثر من مرة، وقد إستحكم الخلاف معه بعد إتهامه بالتدخل في الإنتخابات، الى حد محاولة سكاف عرقلة المتحف البيزنطي الذي إحتفل يوم السبت بتدشينه.
تكر سبحة علاقات المطرانية المتوترة مع الفاعليات الزحلية، وخصوصاً الكاثوليكية منها، وقد شكلت بعض صروح المطرانية شواهد عليها. وكان آخرها الجدل الذي أثير حول مستشفى تل شيحا مع نواب المنطقة ووزراء حاليين وسابقين.يعترف المطران درويش بهذه العلاقات المتوترة. ويقول في كلمته بإحتفالية يوبيله “الناس لم يفهموني على حقيقتي، ربما لأني لم أعتبر التعبير عن ذاتي من أولوياتي، وربما لأني كنت أفكر وأعمل بطريقة لا تتلاءم مع قناعات الكثيرين من حولي”.وهذا التباعد في الاسلوب كما في القناعات، قد يكون وراء عدم نجاح درويش بسد الثغرة السياسية التي خلقها غياب الوزير الراحل الياس سكاف وتعويضها بتحويل المطرانية مرجعية دينية. فلم ينجح درويش رغم كل محاولاته بلعب دور الجامع. ولم يختبر هدوءاً وإستقراراً في العلاقات سوى مع السلطة المحلية الحالية المتمثلة بالمجلس البلدي. بعد أن عبر كل من درويش ورئيس البلدية اسعد زغيب عن إحترام متبادل بينهما.