لبنان مهزوم وشعبه منكسر في عيد المقاومة والتحرير

25 مايو 2021
لبنان مهزوم وشعبه منكسر في عيد المقاومة والتحرير

على غرار كل ما يجري في لبنان، اتخذت مذكرة رئاسة الحكومة الطابع الهزلي لكونها  تتعلق بيوم عطلة بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، ليس استخفافا بالذكرى الوطنية الجامعة، بقدر ما المقصود تحويل الوطن المقاوم والمنتصر على الاحتلال الاسرائيلي الى هذا القدر من البؤس.

بعد 15، عاما على حرب تموز التي سجلت هزيمة اسرائيلية مدوية ، أضاع حكام لبنان التحرير، كما فرطوا سابقا بالسيادة والحرية والاستقلال في زحمة زواريبهم الضيقة والأنانية المفرطة والاستغلال الرخيص، ما أضعف الانتماء الوطني عند شريحة واسعة من الشباب اللبناني ودفعهم نحو اليأس والاحباط.بعد 15 عاما، فقد حزب الله الالتفاف الوطني بإعتباره مقاومة يوجه الاحتلال وتسعى لتحرير لبنان، وادخل لبنان في عمق محور إيران الإقليمي ما أدى إلى تعزيز الانقاسامات بشتى انواعها وآثار الغرائز الطائفة والمذهبية وهي معضلة نخرت عمق الجسد اللبناني وستجعله عرضة للاهتزاز عند أول قرار او متغير جذري إقليمي أو دولي.

بعد 15 عاما، شهد لبنان انهيار الدولة وتفككها جراء نهج عبثي قائم على التعطيل والنكد السياسي، أتقنت الطبقة السياسية استخدامه حتى جعلت النموذج الديمقراطي العريق في المنطقة  هيكلا فارغا تقوده هرطقات لا تمت إلى الدستور والقوانين بصلة.تزامن استقلال لبنان مع نشوء كيان إسرائيل  على وقع كلام قيل يومها انه فرنسي ومفاده “ستندمون لمطالبتكم بالاستقلال حين تنهار دولة اردناها نموذجا حضاريا في هذا الشرق”، اما المفارقة التي يمكن تسجيلها، وتبدو القاسم المشترك ، فتكمن في حدة التناقضات داخل المجتمع والتي قد تؤدي إلى انفجار الوضع ودفع الاجيال الشابة نحو الهجرة.
هذا لا يعني تشبيه لبنان الوطن الحقيقي والمتجذر بهذه الأرض منذ التكوين  بكيان اغتصب ارضا لا يملكها واستباح تاريخها  وشرّد شعبها  ثم اكتشف متأخرا بأنه عليه الانصراف لكونه محتل ومصيره الانحدار حتما.لكن بالمقابل، أعرب مرجع رئاسي عن خيبته أمام مرور ذكرى التحرير على هذا القدر من الحزن والأسى حيث بات يتكيف الجميع مع فكرة زوال لبنان الذي نعرفه وتفكك الدولة إلى كيانات متصارعة بعد عقود من المحاصصة لدرجة أفلست البلد، بل يقارن المرجع المذكور بين الانكسار اللبناني والزهو الوطني في روسيا لمناسبة ذكرى  الانتصار على النازية في مطلع الشهر الحالي، فالواقع اللبناني بات أقرب إلى التلاشي على وقع أزمات تكاد لا تنتهي.