كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: يبدو باسيل مرتاحاً لما انتهت اليه الجلسة التي اظهرت بشكل واضح حقيقة مواقف الطرفين المعنيين مباشرة بتشكيل الحكومة. أدلى بمواقف يرددها منذ ستة أشهر، أظهر العقبات واعلن بصريح العبارة ان الهدف ليس سحب التكليف ولا نيل الثلث المعطل، في حكومة من 24 وزيراً لن تتضمن حكماً ثلثاً معطلاً وهو كان يعارض منذ البداية حكومة من 18 وزيراً.
مسجلاً بالنقاط تقدماً على خصمه السياسي، برأ رئيس “التيار الوطني” ذمته مستعداً للخطوة التالية في حال سدت المخارج مجدداً. تلقف بإيجابية كلام امين عام “حزب الله” المقصود منه التوجه الى الرئيس المكلف حكماً. لم يكن باسيل بعيداً من أجواء كلام السيد نصرالله. بعد الجلسة النيابية الاخيرة حصل تواصل مباشر بينه وبين بري انهى قطيعة بين الرجلين كانت بدأت بعد استقالة حكومة حسان دياب، ليتوقف التشاور بينهما بالشأن الحكومي. أبدى بري ارتياحه لمواقف باسيل واستعرض معه مع موفده علي حسن خليل ورقة الاقتراحات التي سبق وسلمها للبطريرك الراعي، ويقع “حزب الله” في صلب المساعي التي يبذلها مع عون وباسيل.
لا يعتبر رئيس “التيار” نفسه معنياً بتقديم المزيد عما قدمه، فليس هو من صعد لهجته وغادر البلاد بعد الجلسة مباشرة. ولذا فعين “التيار الوطني” على الايام المقبلة ليبني على اسسها خطواته التالية. فإما أن يتم تشكيل الحكومة وإما أنه لن يرضى بأن يستمر الوضع على حاله بينما تتوسع الازمة الاقتصادية والمالية ويتزايد الخوف الامني. خياراته واسعة وآخرها الكي بالاستقالة من مجلس النواب. وعلى عكس الانطباعات فإن رئيس “التيار” هو في وضعية المستعد لكل الاحتمالات. المرابض في منزله في اللقلوق يستعد لأسوأ الخيارات، وأمرّها على قلبه وهو انسحاب التكتل النيابي من مجلس النواب وتفاقم الازمة الداخلية. وقبلها هناك خطوات اخرى منتظرة من رئيس الجمهورية يمكن ان يبنى عليها، لكنه ينتظر نتائج الحراك الاخير ولو انه يبدو على يقين ان الحريري سيكون مأزوماً في حال شكل حكومة او لم يشكلها، ولو ان رئيس “التيار الوطني” يتخوف مما سيحمله الآتي من الايام من تفاقم لأزمة تنبأ بحصولها قبل عام، ويرى ان سبل علاجها لا يمكن ان تكون الا من خلال حلول جذرية وهذا يتطلب وقتاً.
زوار باسيل يلمسون من جهة حماسته للعمل من أجل تشكيل الحكومة وتهيبه لحجم الأزمات، ومن جهة ثانية حذره من إفراط البعض في التفاؤل خصوصاً اذا كان هؤلاء يبنون تفاؤلهم على عودة سريعة للرئيس الحريري، ويردد الزوار عبارة تقول “لا تقول فول حتى يصير بالمكيول”.
المصدر:
نداء الوطن