موسكو تذكّر باسيل بتعهداته وتواصل دعم الحريري لتشكيل الحكومة

27 مايو 2021
موسكو تذكّر باسيل بتعهداته وتواصل دعم الحريري لتشكيل الحكومة

كتبت” الاخبار”: في تطور لافت، يعكس اهتماماً روسياً بالأزمة اللبنانية صدر عن وزارة الخارجية الروسية بيانٌ أشار إلى أن ممثل رئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية مخائيل بوغدانوف استقبل أمس الممثل الخاص للرئيس الحريري، جورج شعبان، وفي لقاء آخر مستشار الرئيس عون أمل أبو زيد. وتأتي الحركة الدبلوماسية الروسية الناشطة بالتزامن مع الانكفاء التام في حركة المبادرة الفرنسية التي لم تحدث أيّ اختراق أو تقدم في الملف الحكومي، ما يطرح السؤال حول وجود مبادرة روسية لم تتضح معالمها بعد، أو محاولة لتقريب وجهات النظر بين عون والحريري. وبحسب المعلومات، يظهر أن «الموقف الروسي ما زال داعماً لتكليف الرئيس الحريري»، مع التأكيد على «ضرورة العمل على هذا الموضوع من قبل جميع الأطراف».

المساعي الروسية المتمثلة باستقبال شخصيات لبنانية الهدف منها تقريب وجهات النظر، بحسب مصادر مطلعة وتقليص فجوة الخلاف بين مواقف الطرفين. وعلمت «الأخبار» أن لقاءً غير معلن جمع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا الكسندر لافرينتيف بأبو زيد، وتمحور اللقاء حول البحث في وسائل المساعدة على عودة النازحين السوريين، علماً بأن أبو زيد يقوم بمساعٍ مع الجانب الروسي لتنظيم زيارة لبطريرك موسكو وعموم روسيا، كيريل لسوريا ولبنان.

وكتبت” نداء الوطن”: كشفت مصادر واسعة الاطلاع في موسكو لـ”نداء الوطن” أنّ القيادة الروسية جددت التأكيد أمام الموفد العوني على أنه “لا بديل عن الحريري لتولي مهمة تشكيل الحكومة لأنه الأقدر على تأمين الدعم الخارجي لها”.وفي المقابل، نقلت معلومات موثوق بها أنّ أبو زيد أبلغ المسؤول الروسي أن “التيار الوطني الحر” بات مقتنعاً باستمرار الحريري في مهمته، لكنه يطالب بإطلاق مبادرة روسية لإنهاء الفراغ الحكومي، فرفض بوغدانوف الفكرة مشدداً على أنّ بلاده لن تتدخل وتصاب بخيبة أمل مثلما حصل مع الجانب الفرنسي الذي حاول وجرى إفشاله. وعلى هذا الأساس كرر بوغدانوف مطالبة فريق الرئاسة الأولى بتسهيل قيام الحكومة برئاسة الحريري من دون أن يحصل أي فريق فيها على الثلث المعطل “وسواءً منحتموها الثقة أم لا، دعوها تعمل لإنقاذ البلد”، فما كان من أبو زيد إلا أن طمأنه إلى أنّ “الأمور تسير نحو الحلحلة وهناك شيء ما قد يحصل الأسبوع المقبل على مستوى حلّ بعض العقد المتبقية من خلال تكثيف حركة الإتصالات الداخلية لإحداث خرق في المشهد الحكومي”.لكن ورغم تطمينات أبو زيد، أكدت مصادر مطلعة على الموقف الروسي أنّ موسكو لا تزال غير واثقة من إقدام باسيل على تذليل العقبات أمام ولادة حكومة التكنوقراط، لا سيما وأنّ هناك استياءً روسياً من إدلاء رئيس “التيار الوطني” بتصريحات إعلامية مناقضة لما قاله أمام بوغدانوف في موسكو. وكشفت المصادر أن الأخير ذكّر أبو زيد بأن باسيل كان قد أبلغه حين زار موسكو بأنّ “مشكلة تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين في تشكيلة 24 وزيراً يمكن حلها إذا وافق رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يقترحهما الحريري، فلم يبد أي من بري وفرنجية اعتراضه على هذا الحل، ومع ذلك استمر باسيل في الرفض”. وأضافت: “كذلك ذكّر بوغدانوف أبو زيد بأنه كان قد اقترح على فريق رئيس الجمهورية بعيد انفجار مرفأ بيروت أن يصار إلى تشكيل حكومة تكنوقراط تكون مهمتها محددة زمنياً بفترة 6 أشهر لإنقاذ الوضع الاقتصادي وفق برنامج محدد، لكنّ الفريق العوني رفض الاقتراح، علماً أنه لو تشكلت حكومة كهذه منذ أكثر من 9 أشهر لما كان الوضع اللبناني تدهور إلى المستوى الحالي”، وختم متوجهاً إلى موفد عون صراحةً بالقول: “أنتم لا تريدون الحريري، فتواصلون وضع العراقيل تلو الأخرى من منطلق رفضكم رئاسة الحريري للحكومة، وكلما حُلّت عقدة تنشأ أخرى وتصرون مواربةً على الحصول على الثلث المعطل”.