كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: ليس مستغرباً ان تولي فرنسا المؤسسة العسكرية أهمية خاصة فتحرص على استقبال قائدها العماد جوزف عون بحفاوة بالغة، وتخصص له موعداً لم يدرج مسبقاً على جدول المواعيد للقاء رئيسها ايمانويل ماكرون، ولتسجل بذلك سابقة أرادتها ان تكون رسالة متعددة الأبعاد لمن يعنيهم الأمر في لبنان، سواء من ناحية الشكل او البرنامج الحافل باللقاءات. أقسى ما في امر الزيارة وأمرّه ان يكون طبقها الاساسي سبل دعم الجيش اللبناني لمساعدته على تخطي الازمة المالية والاقتصادية، التي باتت تهدد بنيانه والأصعب ان تعد فرنسا بمحاولة عقد مؤتمر دولي لشحذ همم الدول وحثها على مساعدة الجيش اللبناني، اما الكارثة فألّا يتحقق انعقاد المؤتمر كونه وعداً وتواجه المؤسسة العسكرية قدرها الصعب منفردة.
تنأى المؤسسة العسكرية بنفسها عن الدخول في قراءات سياسية لأبعاد الزيارة وما يمكن ان يبنى عليها، لتؤكد ان الهدف اولاً وأخيراً هو تأمين الدعم الكفيل بضمان قوتها ومساعدتها على تمرير الأزمة الاقتصادية والسياسية بأقل كلفة ممكنة، لا سيما وان الجيش يمر في ظروف مالية صعبة للغاية خصوصاً لناحية صرف رواتب العناصر في ظل تدني قيمة الليرة مقابل الدولار.
تؤكد مصادر إطّلعت على فحوى الزيارة ان الصحن الرئيسي للقاءات العماد عون مع المسؤولين الفرنسيين تناول نقطتين اثنتين: تمحورت النقطة الاولى حول صعوبة ضبط الأمن، في ظل تردي الاوضاع المالية والمعيشية وصعوبة دفع الرواتب للعسكريين. ينقل العارفون بأوضاع العسكريين ان عدداً من العناصر بات يتجنب طلب مأذونية لزيارة عائلته لانعدام قدرته على دفع بدل التنقل، وان ثمة صعوبة في إصلاح أعطال الآليات العسكرية وتأمين المحروقات، ما يؤشر الى حاجة الجيش لإمداده بما يؤمن الاستمرار والقدرة على تأدية الواجب، أما النقطة الثانية فقد تناولت موضوع عودة النازحين السوريين وأهمية ايجاد الحلول الممكنة لها، واعتبار ملف عودة النازحين ملفاً خطيراً يفوق قدرة لبنان على تحمله. وعلم ان قائد الجيش طلب مساعدة فرنسا في تأمين عودة النازحين الى بلادهم لما لذلك من تبعات قد تطاول دولاً أوروبية.
المطلعون على الزيارة وصفوا المحادثات بأنها كانت ناجحة وان قائد الجيش آثر حصرها بشؤون المؤسسة العسكرية وسبل تأمين الاستقرار الأمني في البلاد، لتجزم بعدم الدخول في بحث الملف الرئاسي من قريب او بعيد، وانه نال وعداً فرنسياً ببذل مجهود من اجل عقد مؤتمر دولي لمساعدة المؤسسة العسكرية ومساندتها.
المصدر:
نداء الوطن