قولوا لمن يعطلون الحكومة كفى تلاعبا بمصير هذا البلد

28 مايو 2021
قولوا لمن يعطلون الحكومة كفى تلاعبا بمصير هذا البلد

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

“البداية من لبنان، الذي كنا ننتظر مع كل اللبنانيين أن يساهم ما صدر عن المجلس النيابي في تحريك ملف تأليف الحكومة اللبنانية، وأن يكون ما صدر تعبيرا عن آمال هذا الشعب، الذي من الواضح أنه لم يعد قادرا على تحمل المزيد من المعاناة والإذلال والقهر الذي بات خبزه اليومي إن على صعيد تأمين الدواء والغذاء أو الكهرباء أو المحروقات أو عدم قدرته على تحمل الارتفاع المتزايد لأسعار السلع والخدمات.. ورغم ما يشاع من أجواء إيجابية من ذلك، لا يزال التصعيد سيد الموقف، حيث بات من الصعب الحديث عن تأليف الحكومة في القريب العاجل وما على اللبنانيين إلا الانتظار، وقد يكون طويلا”.

وتابع: “إننا أمام ذلك، نناشد اللبنانيين ونقول لهم القرار بأيديكم ولا وسيلة لكم للخروج من هذا الانهيار الذي دخل البلد فيه إذا لم يشعر من هم في مواقع المسؤولية أنكم غير راضين عن البقاء على حال المراوحة في تأليف الحكومة أو أن تبقى أسيرة الصراعات والمناكفات والمصالح الخاصة أو الفئوية. لقد راهنوا ولا يزالون يراهنون على استنفار غرائزكم الطائفية والمذهبية وعلى إقناعكم بأن ما يفعلونه وما يرتكبونه هو لحسابكم ولحساب طوائفكم ومذاهبكم فيما هم يعملون لحساب تثبيت مواقعهم، فلا تدعوهم يستمرون في هذه اللعبة، وأشعروهم أنهم بما يقومون به هم يخربون هذا الوطن ومستقبله بكل طوائفه ومذاهبه ومواقعه السياسية. بهذا وحده تستطيعون أن تخرجوا من هذا الواقع وإلا ستبقون في حال المراوحة وانتظار مبادرات الداخل والخارج، وهي لن تأتي ودونها عقبات باتت واضحة”.واكد “اننا بذلك لا ندعو إلى فوضى أو حراك غير مسؤول، بقدر ما ندعو إلى أن ترتفع أصواتكم ولتقولوا بلسان واحد لكل من هم يعطلون الحكومة، كفى تلاعبا بمصير هذا البلد وناسه، عبروا عن ذلك بإبداء سخطكم وغضبكم وأقلامكم وبمواقفكم.. وأنتم قادرون على تغيير هذا الواقع إن شعر هؤلاء أنهم أمام شعب أخذ قراره ولن يتراجع. وسنبقى في الوقت نفسه نراهن على صحوة ضمير لمن هم في مواقع المسؤولية في ان يعيدوا النظر في حساباتهم وأن ينظروا ولو لمرة واحدة إلى المصير الذي سيؤول إليه هذا البلد إن استمر الواقع على هذا الحال، كما نراهن على الذين كانوا دوما صمام أمان ولم يوفروا جهدا لرأب الصدع وحلحلة العقد”.وقال: “في مجال آخر، نحذر من الخطاب الذي يعيد استحضار ما جرى في الحرب الأهلية، مما نريد لها أن تطوى، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التراص والوحدة لمواجهة تحديات الداخل والخارج. وفي الوقت نفسه ننبه إلى التداعيات التي تنتج عن الاستمرار في تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي على أمن المجتمع وسلامته، حيث بدأنا نشهد زيادة في منسوب السرقات والجرائم والمشاكل ما يدعو الجميع إلى العمل لمعالجة هذه الأوضاع والحد من تداعياتها السلبية والخطيرة”.وتابع: “وبالانتقال إلى سوريا، فإننا نأمل أن تؤدي الانتخابات الرئاسية الأخيرة في هذا البلد إلى فتح صفحة جديدة تساهم في تعزيز الاستقرار والوحدة وإلى عودة سوريا للعب دورها الريادي على المستوى العربي والإسلامي، وعلى العالم أن يعي أن لا خيار له إلا احترام إرادة الشعب السوري”.