وضع “التيار الوطني الحر”، قبل اكثر من اسبوع، حليفه الاساسي “حزب الله” في اجواء الحديث عن الاستقالة من المجلس النيابي التي يفكر اعضاء تكتل “لبنان القوي” بالقيام بها، لكن التنسيق المفترض بين الحليفين لم يصل الى نتيجة نهائية، او قرار وتصور يتم العمل على اساسهما.
الاكيد، ان التنسيق بينهما مستمر، وفكرة الاستقالة التي وضعت على طاولة النقاش، كانت قد سبقت الايجابية بين رئيس التيار جبران باسيل وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وسبقت مبادرة الاخير ما يعني انها سبقت كلمة الامين العام السيد حسن نصرالله.وبحسب المصادر فإن الطرفين اتفقا على القيام بدفع جدي باتجاه تشكيل الحكومة، ولمرة اخيرة قبل ان يذهب التيار بإتجاه خطواته الجذرية المرتبطة بالاستقالة من المجلس النيابي، ويبدو ان هذه المقررات هي التي ادت الى فتح باب الايجابية بين باسيل وبري في الايام الماضية.
لكن ماذا عن الاستقالة؟ تقول المصادر ان “حزب الله” يفضل عدم القيام بمثل هكذا خطوة وهو يقوم بجهود جبارة من اجل الوصول الى تشكيل حكومة تجنب البلد تبعات الخطوة العونية المرتقبة”.لكن المصادر ذاتها، تشير الى ان الحزب لن يضع فيتو امام استقالة التيار، ولن يعترض اعلاميا، بل سيكون متفهما لأي خطوة يقوم بها نواب تكتل لبنان القوي، خصوصا ان الحزب لم يكن مع التوجه العوني الداعي لسحب تكليف الحريري بأي ثمن، وبالتالي لا يستطيع ان يمون الآن على حلفائه الذين لم يتفق معهم في هذا الملف بالذات.في المقابل ترى اوساط عونية ان التواصل بين الحزب والتيار لا ينقطع على كافة المستويات، خصوصا الملف الحكومة، حتى ان الجهود التي يقوم بها الرئيس نبيه بري تنسق عن طريق الحزب ايضاً.ولفتت الى ان “التيار يدرس خياراته جيدا، لكنه سيعطي المبادرة الحكومية الحالية الفرصة الكاملة لكي تنجح، وبعدها سينسق مع حلفائه لكنه في النهاية سيأخذ القرار الذي يراه مناسبا، والذي يخدم عهد الرئيس ميشال عون الذي سئم من المماطلة”.