الاستهداف لن يوقف المشروع.. تأهيل جامع العطار مستمر لاعادته تحفة معمارية

30 مايو 2021آخر تحديث :
الاستهداف لن يوقف المشروع.. تأهيل جامع العطار مستمر لاعادته تحفة معمارية

يوما بعد يوم يتضح أن ليس لطرابلس “أعداء” من خارجها، بل هي غالبا ما تكون ضحية “أعداء” الداخل الذين يسيئون إليها إما عن جهل وإما عن تواطؤ وإما عن سابق تصور وتصميم لتصفية حسابات رخيصة، حيث يعمد هؤلاء الى قطع الطرق على مشاريعها سواء بالاستهداف أو بالافتراءات أو بالمغالطات التي تشوه الحقائق وتلحق الضرر المعنوي بالجهات المانحة سواء من داخل المدينة أو من خارجها.

بالأمس، أثار البعض “زوبعة” تدعو للسخرية تتعلق بجامع العطار التحفة الأثرية المعمارية التي تتولى جمعية العزم والسعادة الاجتماعية منذ سنوات إعادة تأهيلها وترميمها على نفقتها الخاصة. وقد تعاطى هؤلاء من خلال هذه “الزوبعة” مع المشروع بكثير من الحقد والكراهية والدجل، في محاولة مكشوفة لاستهداف الجهة المانحة، ربما لدفعها الى إيقاف المشروع، تحقيقا لأهداف مشبوهة تجعل الجامع عرضة للاعتداء والتشويه وسرقة وبيع آثاره التي تتم المحافظة عليها اليوم باشراف المديرية العامة للأوقاف الاسلامية وبلدية طرابلس ووزارة الثقافة التي تتابع عبر المديرية العامة للآثار أعمال الترميم عن كثب، وهي كانت وجهت بواسطة مديرها العام سركيس خوري كتابا قبل نحو سنتين نوهت فيه بالأعمال الجارية.

وإعتبرت المديرية العامة للآثار في كتابها أن “مشروع إبراز جامع العطار يعتبر من أبرز أعمال الترميم في مدينة طرابلس التاريخية، حيث أنه تضمن في جزء منه أعمالا أثرية وتوثيقية بهدف دراسة وتوضيح العديد من المسائل المتعلقة بتاريخ هذا المعلم الأثري، ما يجعل من المشروع عملا متكاملا يتناول كل الجوانب الأساسية في مشاريع الترميم”.وأكدت المديرية في كتابها  أن “أعمال الترميم شكلت مقالا علميا متكاملا نشر في مجلة “بعل” العلمية التي تصدر عنها”.كما سارعت المديرية العامة للأوقاف الاسلامية ليل أمس، الى الرد على كل الافتراءات التي طالت المشروع في بيان مطول وضعت فيه النقاط على الحروف. لم يكن ترميم وتأهيل جامع العطار بالنسبة لجمعية العزم والسعادة الاجتماعية مشروعا مستقلا أو وحيدا، بل هو يأتي في إطار خطتها الهادفة الى تأهيل المعالم الاثرية الرئيسية في طرابلس من سوق القمح مرورا بالسوق العريض، وصولا الى الكثير من المعالم والمساجد والمدارس بهدف إعادتها الى سابق عهدها ولفت الأنظار إليها، قد أخذت على عاتقها تأهيل جامع العطار بسبب ما كان يتهدده من مخاطر نتيجة تسرب المياه الى باطن الارض وحصول بعض التشققات والتصدعات في جدرانه ما كان يهدد وجوده وصولا الى إنهيار أقسام منه، حيث تم خلال السنوات الماضية إنجاز أكثرية الأعمال المطلوبة بكلفة مالية وصلت حتى الآن الى مليون دولار أميركي.تشير المعلومات الى أن جامع العطار يشكل كنزا أثريا في مدينة العلم والعلماء، خصوصا أن ما تم إكتشافه من شأنه أن يوثق حقبات تاريخية مرت على هذا الجامع الضارب في عمق تاريخ يمتد الى أكثر من 700 سنة، وهذا ما يؤدي الى تأخير تنفيذ الأعمال فيه حيث أن كل إكتشاف يحتاج الى مراجعة مديرية الأوقاف ومديرية الآثار وبلدية طرابلس لاجراء الدراسات عليه مع شركات أوروبية متخصصة بالآثار من أجل حمايتها بالدرجة الأولى والحفاظ عليها بكل أمانة وشفافية، وهذا ما حصل خلال السنوات الماضية.وتقول هذه المعلومات إن مراحل الترميم والتأهيل ما تزال قائمة ومستمرة خصوصا أن المشروع يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للرئيس نجيب ميقاتي الذي يتابع مراحل تنفيذه بتفاصيله المملة، وهو إستقبل لهذه الغاية قبل إسبوعين وفدا ضم القائم بأعمال مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، ورئيس دائرة الأوقاف الاسلامية الشيخ بسام البستاني، ومهندس الأوقاف حازم عيش الذي قدم جدولا بالمراحل المطلوبة والكلفة المالية والتوقيت الزمني لانجاز كل الأعمال المتبقية والتي تحتاج الى فترة عام كامل ليصار بعد ذلك الى إفتتاح جامع العطار كواحد من أجمل وأبرز مساجد طرابلس المملوكية.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.