رفض رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل أن يسمّي الرئيس الحريري «السنّي» أيّ وزير مسيحي، بينما بدأت الأزمة تتحول إلى مشكلة شخصية بين الحريري وباسيل الذي بدا أنهما يخوضان «حرب إلغاء» بوجه بضعهما البعض.
هذا الجمود دفع بوفد من حزب الله وحركة أمل إلى زيارة قصر بعبدا مساء أمس الأول للقاء باسيل، في خطوة قرأها مراقبون على أنها مؤشر إلى أن باسيل يتحمّل مسؤولية التعطيل، وأن هناك محاولات لإقناعه بالتسهيل.
وتؤكد مصادر متابعة لمجريات اللقاء أن باسيل رفض تقديم أي تنازل، ووصف مصدر قريب من رئيس مجلس النواب نبيه بري، موقف رئيس “التيار الوطني الحر”، بأنه يخوض المعركة وكأنها معركته الأخيرة، التي ستكون حاسمة بالنسبة إلى مستقبله السياسي، وأنه يعتقد أنه في حال تراجع اليوم أو تنازل أو خسر، فإن السبحة ستكرّ والخسارات ستتراكم، وهو يتخذ من ملف تشكيل الحكومة ورقة أساسية لفرض نفسه لاعباً فاعلاً ووازناً، ويعلم أن هذه الحكومة هي التي قد تقود لبنان في مرحلة ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، ولذا يريد أن يكون له فيها الثلث المعطل القادر على التحكّم بمساراتها.
ووفق هذا التوصيف، يكون المدخل الوحيد للحل بالنسبة إلى باسيل هو تسوية جديدة مع الحريري، مع العلم بأن بعض الشخصيات التي التقت باسيل أخيراً تنقل عنه قوله إن الحريري قد انتهى سياسياً، وسيجد نفسه فيما بعد بحاجة إلى قوة لبنانية أساسية تنقذه، ويبدو أنه – أي باسيل – يراهن على هذه النقطة لإعادة الحريري إلى أحضانه وأحضان حزب الله بشكل كامل.
المصدر:
الجريدة