“طاولة حوار باسيل”.. السيناريو معد سلفاً

2 يونيو 2021آخر تحديث :
“طاولة حوار باسيل”.. السيناريو معد سلفاً

كما كان ظاهرا في الساعات الاخيرة فإن المبادرة التي اطلقها الرئيس نبيه بري ودعمها “حزب الله” انتهت، لا حكومة ولا تأليف ولا اصطفافات جديدة ولا اعتذار، بل المزيد من الخطاب السياسي المتشنج الذي يترافق مع ازمة اقتصادية هي من اسوأ ثلاث ازمات في التاريخ، كما صنّفها البنك الدولي.

بعيدا عن اسباب فشل المبادرة والتي يحمّلها كلّ طرف للاخر، هناك محاولات مستمرة للكسب السياسي تظهر من خلال خطاب المتنازعين، فرئيس تكتل “لبنان القوي” جبران باسيل يحاول الاستفادة من الاشتباك الحالي مع الحريري من اجل تحسين علاقته بالرئيس نبيه بري، وعمل امس على اظهار تأييده الكامل لمبادرة رئيس المجلس النيابي، لكنه في الواقع فجر المبادرة، او اقله لعب دور في اسقاطها، اذ ان دعوته لطاولة حوار هو بمثابة إلتفاف واضح على المساعي الحكومية لا بل قفز فوق مسار التشكيل والتوجه بإتجاه مسار التصعيد.

عمليا، لم يعلن باسيل معارضته لمبادرة بري ولا حتى لتشكيلة الحريري، المرفوضة من بعبدا، لكن قفز فوق كل هذا المسار ليوحي بأن طاولة الحوار هي الحل، مع علمه المسبق بأن الغالبية العظمى من القوى السياسية لن تشارك فيها.المشكلة ان باسيل ينفذ سيناريو معد سلفا، لقناعته المطلقة انه الحل المطلوب، ليس للازمة الوطنية، بل لازمته السياسية والشعبية. من هنا يطرح سؤال في النوايا، فما دام باسيل يؤيد مبادرة بري، وبما ان بعبدا طرف في الاشتباك والازمة الحالية، فلماذا لم يقترح ان تكون طاولة الحوار في عين التينة؟ علما ووفق المعلومات ان هذا النقاس حصل داخل التيار.يريد باسيل سيناريو مثاليا للاستقالة من مجلس النواب، يظهره انه المبادر والممسك بالحياة السياسية مجددا، اولا، من خلال اقتراح طاولة حوار تحت عنوان جمع اللبنانيين من اجل الحل وانقاذ البلد، تفشل بسبب مقاطعة خصوم التيار، فيتجه الى خطوة ثانية من المرجح ان تكون عبر الدعوة لاعادة تفعيل حكومة تصريف الاعمال، فتفشل الخطوة لان خصوم باسيل لن يعطوها الغطاء السياسي، ليصل باسيل الى تتمة السيناريو ، باقتراح قانون لتقصير ولاية المجلس الذي سيسقط حتما في مجلس النواب لرفض بري له، فيظهر باسيل انه الساعي الى انتخابات مبكرة والراغب بالعودة الى الشعب، في حين ان خصومه يرفضون، واخيراً الاستقالة من مجلس النواب في الاشهر الاخيرة من ولايته. في رأي باسيل انه سيحقق اهدافا اعلامية كبرى اذا سارت خطته كما يتوقع، ويظهر اقله ، في نظر جزء من الرأي العام، بأنه المبادر نحو ايجاد الحلول في حين ان خصومه يعرقلون الحل.من هنا يجب التمعن في قراءة كلمة باسيل امس، فظاهرها ايجابي وباطنها سلبي بامتياز.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.