فرصة أخيرة أم إنفجار حتمي؟

3 يونيو 2021
فرصة أخيرة أم إنفجار حتمي؟

تتساقط أوراق التوت لتكشف عورات النظام السياسي التي شارفت على مرحلة العري الكامل أمام هول الإفلاس الذي بات امرا واقعا ، والازمة ستنفجر ولن يسلم اي طرف من شظاياها  خصوصا عند اعلان “الطامة الكبرى” بعدم قدرة المصارف على صرف أموال  المودعيين.

يحاول فريق العهد التعامل مع أزمة مصيرية عبر اللعب على حافة الهاوية دون الانتباه لتداعيات ذلك وانعكاساتها على اللبنانيين ، فحسابات التوريث تتقدم على فاجعة وطنية يعيشها الشعب اللبناني ، وتعويم النائب جبران باسيل سياسيا يتخطى كيفية معالجة الوضع الكارثي ، وبات واضحا بأن فريق عون يسعى للتهرب من مسؤولية فشل العهد غير آبه للبحث في سبل التخفيف من حدة الازمات.في هذا السياق، جهد  باسيل ،ومنذ الانتكاسة السياسية في مجلس النواب ، لجر الأطراف الأخرى إلى طاولة حوار في قصر بعبدا تحت عناوين البحث في أزمة النظام، غير ان الرئيس بري اوصد الباب أمام الاقتراح،   انطلاقا من كون عون فقد صفة  الإجماع الوطني المطلوبة وبات طرفا في النزاع الدائر ولا يمكن أن يكون حكما نزيها في مطلق حوار داخلي.

في  الضفة المقابلة،  يمكن القول بأن الحريري يستنزف الوقت فيما الوضع اللبناني لا يحتمل  وقد يصبح عبئا ثقيلا لا يمكن احتماله اذا ما استمر الجمود في مربع القصف المتبادل مع قصر بعبدا وتراشق تهم التعطيل مع جبران باسيل.يؤكد مواكبون للواقع القائم عجز طرفي النزاع على إكمال السير على هذا النحو من تبادل الاتهامات، ويمكن القول بأن الجميع دون استثناء بات  أمام فرصة اخيرة، والا فإن الارتطام الكبير سيسقط الجميع في حفرة انهيار لبنان حيث لن ينفع بعدها الحديث عن صلاحيات وحقوق وتسويات سياسية على غرار ما كان يجري في السابق.من هنا تبرز خشية جدية من تفلت الشارع وقد بانت مؤشرات كثيرة مؤخرا عن  تجدد الاحتجاجات الشعبية، لا بل تفيد تقديرات بأن  موجة الغضب الشعبي ستكون  أشد عنفا و شراسة من صرخة 17 تشرين الاول 2019 ، في ظل  تراكم النقمة من سلطة حاكمة امعنت في ممارساتها السلطوية وقادت لبنان إلى الهلاك  دون أدنى حس وطني او وخز ضمير تجاه مصير شعبها .