فشلت مبادرة الرئيس نبيه بري، او أُفشلت؟ اقله يمكن القول انها جمدت الى ما شاء الله، وعادت المراوحة لتسيطر على المشهد السياسي العام في لبنان، لا الحكومي فقط. مفاوضات عبثية وخلافات ومطالب على حطام الدولة والمجتمع، ادت الى سقوط مبادرة كان يؤمل منها الكثير. .
عاد الرئيس بري الى “قواعده سالماً”، ولم يؤد كل هذا الحراك السياسي الى نقله من ضفة سياسية الى اخرى، بقي الى جانب الرئيس سعد الحريري مستفيدا من اخطاء باسيلية، لولاها لكان المشهد السياسي انقلب جذريا ربما.اقترف باسيل خطأ الدعوة الى طاولة حوار، فبدل ان يحافظ على وضعية بري السياسية التي اقتربت من الوسطية بينه وبين الحريري، اعاده الى حيث كان، اذ اعتبر بري ان باسيل انقلب على المبادرة واراد الوصول لاتفاق سياسي – حكومي عبر طاولة حوار رئاسية لا عبر مبادرة من عين التينة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن ما حكي عن خلاف بين باسيل والنائب علي حسن خليل غير دقيق، غير ان عين التينة لم تعد واثقة بأن باسيل يدعم مبادرتها، من هنا تباطؤ الحراك السياسي على خط “الخليلين – باسيل”، حتى ان البعض تحدث عن فرملة المبادرة من مصدرها.واشارت المصادر الى ان “حزب الله” بدل ان يكمل مساعيه الحكومية بالتنسيق مع عين التينة، بدأ مساعي تقريب وجهات النظر بين باسيل وبري لاعادة تفعيل المبادرة، واقناع بري ان باسيل لا يزال يؤيدها، وهذا يعني ان المفاوضات الحكومية تجمدت حاليا.ولفتت المصادر الى ان خلافات باسيل- بري ليست المعرقل الوحيد لانسياب المبادرة، بل ان ما صدر من بيانات وبيانات مضادة، وخصوصا البيان الاخير لرئاسة الجمهورية قد وجه ضربة جدية للمساعي الحكومية، اذ يبدو ان الرئيس ميشال عون اراد ايصال رسالة واضحة بأنه لا يريد وصل ما انقطع بالحريري، وبالتالي ليس مستعدا لحكومة برئاسته.وقالت المصادر ان التيار لم يتقن استغلال رفض الحريري لمبادرة بري الحكومية، وبدل ان يستمر بالايجابية التي بدأ بها ليزيد من احراج الحريري مع عين التينة وتجاه الرأي العام، سارع الى التصعيد السياسي الذي اظهره كرافض حقيقي للمبادرة..
