لليوم الثاني على التوالي توقفت الاتصالات السياسية بين المعنيين بتشكيل الحكومة اللبنانية وحتى بين الوسطاء الذين تكفلوا بالقيام بالمشاورات السياسية لتقريب وجهات النظر بين جميع الاطراف. فلا اتصالات ولا ايجابية، وآخر جواب حصل عليه الرئيس نبيه بري من الرئيس سعد الحريري انه مصر على تسمية الوزيرين المسيحيين، اولاً، لانهم من الوزراء الثمانية التي يحق له تسميتهم، فكيف يقبل الرئيس عون بسيغة الـ3 تمانات” ويريد ان يمنع الحريري من تسمية وزيرين من بين هؤلاء الثمانية؟
وثانيا والاهم، ان ما دفع الحريري للاصرار على فكرة تسمية الوزيرين هو عدم رغبته في تسجيل سابقة تقوم على ان يسمي رئيس الحكومة الوزراء السنّة حصراً، لذلك ابلغ الحريري بري بعد طول تفكير انه لا يزال مصرا على مطلبه هذا.كان ذلك قبل يومين تقريبا، وسبقه ابلاغ الوزير جبران باسيل لـ “الخليلين” ان اخر تنازل يمكن ان يقدمه التيار هو ان يسمي الرئيس نبيه بري بنفسه الوزيرين المسيحيين، من دون ان يكون للحريري اي علاقة بهما.
عند هذا الحد انتهت المفاوضات التي ليس من المتوقع ان تعود في الوقت القريب، علما ان تقدما حقيقيا حصل في مسألة توزيع الحقائب اذ شهدت المفاوضات تنازلات ثنائية من طرفي الخلاف.لكن، لماذا لم يعلن بعد عن انتهاء مبادرة الرئيس بري؟ تقول مصادر مطلعة ان الوزير جبران باسيل لن يعلن مثل هذا الامر ولن يعلن انسحابه من المبادرة، بل سيعطيها وقتها، وسيكون ايجابياً معها ما دام بري لم ينعها. وبدوره لا يبدو الحريري بوارد تصعيد من هذا النوع مع رئيس المجلس…الكرة في ملعب بري، الذي سينتظر اياما قليلة جدا قبل حسم خياره، فاما موجة جديدة، ولو مستبعدة ، من المفاوضات والمشاورات الحكومية، او اعلان واضح عن ان الوساطات فشلت وبالتالي لا حكومة في المدى المنظور، وعلى الارجح سيسبق هذا الامر كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الثلثاء المقبل.لكن المصادر ترى ان اعلان موت مبادرة بري بالتوازي مع ازمة رفع الدعم والازمات الاخرى التي تسيطر على البلاد قد تؤدي الى كارثة حقيقية على المستوى النقدي والمالي، وستساهم في زعزعة الاستقرار الاجتماعي الذي بدأ يتفلت تدريجيا… ومع ذلك فإن باب الحلول الجدية لا يزال مغلقاً.