قمّة الفاتيكان للقادة الروحيين المسيحيين في لبنان… “حَدَثٌ له ما بعده”

6 يونيو 2021
قمّة الفاتيكان للقادة الروحيين المسيحيين في لبنان… “حَدَثٌ له ما بعده”

قالت مصادر مهتمة بمجريات هذا الحَدَث لـ”الراي” الكويتية إن “الفاتيكان يعوّل على لقاء بطاركة الشرف الكاثوليك من أجل تبيان حقيقة ما يعيشه المسيحيون واللبنانيون في شكل عام، في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي يحرص البابا في كل مناسبةٍ على التذكير بخطورتها وانعكاسها على اللبنانيين”، مشيرة إلى أنه رغم تلقي الباب أكثر من دعوة رسمية لزيارة بيروت، فهو لم يحدد بعد موعداً لها، لكنه أكد أثناء عودته من زيارته الأخيرة للعراق “ان لبنان هو رسالة، ولبنان يتألم، ولبنان يمثل أكثر من توازن، لبنان فيه بعض الضعف الناتج من التنوع، بعض هذا التنوع الذي لم يتصالح، لكن لديه قوة الشعب المتصالح، كقوة الأرز”.

 
وعلمت “الراي” من مصادر كنسية وديبلوماسية فاتيكانية، أن اللقاء سيكون تعبيراً عن حقيقة اهتمام البابا بلبنان وبضرورة إيجاد حلولٍ لمعالجة المشكلات الآنية ولا سيما الاجتماعية والتعايش بين أبنائه.
وفُهم في هذا السياق، أن اللقاء، يتألف من شق روحي، ومن كلمة للبابا، تليها ثلاثة اجتماعات عمل لمناقشة الموضوعات المتعددة.
والبابا مُصرّ على أن يستمع بالتفصيل لكل من البطاركة ووجهة نظرهم حيالها.

وتعوّل المصادر على ما سيقوله البطاركة، الذين سيُفتح أمامهم المجال للكلام بشفافية ووضوح عن كل الملفات السياسية والاجتماعية من دون أن يحملوا ورقة عمل موحدة.
وهذا يعني أن هؤلاء يفترض أن يعوا أهمية ما سيطرحونه على بساط البحث، لأن هدف المؤتمر الإضاءة على المشكلات الحقيقية للبنانيين، وهو سيكون محط متابعة واهتمام دولي، وسيضع لبنان في مرتبة متقدمة نظراً إلى أن الفاتيكان لن يكتفي باللقاء، بل ثمة مهمات ملقاة على عاتق الكرسي الرسولي والبطاركة المُشارِكين لترجمة ما سيخلص إليه من نتائج. إضافة إلى أن عواصم غربية كواشنطن وباريس لن تكون بعيدة عن أجواء دعْم اهتمام الفاتيكان بلبنان.
ولم تَخْلُ مجريات التحضير للقاء الفاتيكان من أسئلة في مقدمها تلك التي تناولت سبب غياب الدعوات إلى رجال الدين المسلمين.
وبحسب أوساط كنسية، فإن هذه الدعوة البابوية تختلف عن أي سينودوس خُصص للبنان وشارك فيه ممثلون للطوائف الإسلامية أو لمسيحيي الشرق.
فالبابا ينطلق من خلال علاقاته بالكنائس الكاثوليكية والشرقية، من واقع التعددية التي يعيشها لبنان وهو مهتمّ بمناقشة تطلعات اللبنانيين جميعاً في الأزمة الراهنة، من دون أن ننسى الخطوات التي قام بها في العالم العربي والإسلامي في المرحلة السابقة، من زيارته إلى الأردن وفلسطين، ومصر والإمارات، حيث التقى شيخ الأزهر أحمد الطيب، إلى زيارته الأخيرة للعراق، حيث اجتمع إضافة إلى مسيحيي العراق بالمرجعية الشيعية السيد علي السيستاني.
إلا ان النقاش من أجل المؤتمر انطلق من هموم الكنائس تجاه وضع أبنائها خصوصاً في ضوء تزايد الهجرة والصعوبات الاقتصادية ووضع مسيحيي لبنان من ضمن الأزمات التي يعيشها مسيحيو الشرق.
علماً أن هؤلاء البطاركة يحملون هموم المسيحيين في بلدان مجاورة، كسورية وفلسطين والعراق.
وخبرة هذه الكنائس في التعاطي مع الطوائف الإسلامية، واهتمام البابا بالتعايش المسيحي – الإسلامي الذي كرّستْه وثيقة السينودوس، بات من المسلَّمات التي لا تحتاج إلى إعادة تأكيدها.