تراجعت مبادرة الرئيس نبيه بري الحكومية خطوات الى الوراء، بعد عدم تجاوب الاطراف المعنية وعدم تقديم اي منها تنازلاً فعليا يسهل عملية التأليف، لكن بري لا يبدو انه سيستسلم، بل يعد العدة لطرح افكار جديدة خلال الساعات المقبلة في محاولة جديدة لايجاد المخارج.
لكن الفشل الحكومي، الذي كان اطراف الخلاف وتحديدا التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، يلوحان في حال حصوله بالذهاب الى استقالات من المجلس النيابي وبالتالي تعطيله وشله الى حين حصول انتخابات فرعية او انتخابات عامة، لم يوصل الى اي من اشكال التصعيد.تتردد القوى السياسية في الذهاب نحو استقالة كتلها النيابية من المجلس النيابي، علما ان مثل هذه الخطوة قد تكون شعبوية الى حد ما، وقد توصل الى فتح ابواب الحلول الجذرية للازمة اللبنانية، لكن وبالرغم من التلويح به، لا يبدو ان اي كتلة ستتخذ مثل هذا الخيار في المدى المنظور.
تعتقد مصادر مطلعة، ان “التيار الوطني الحر” مقتنع الى حد بعيد بخطوة الاستقالة، لاسباب كثيرة، لكنه ينظر اليها في الوقت نفسه على انها خطوة استراتيجية قد ينتج عنها تبعات كبرى مرتبطة بأصل بقاء النظام اللبناني، لذلك فهو غير قادر على القيام بها من دون تنسيق مع حلفائه.وترى المصادر ان حلفاء التيار، وتحديدا “حزب الله”، ليسوا متحمسين لهذه الخطوة التي قد تدخل البلد في فراغ من الصعب التنبؤ بتبعاته، لذلك فإن الحزب تمنى على “التيار “عدم الذهاب الى هذه الخطوة خصوصا في ظل محاولاته التقارب مع الرئيس نبيه بري.واضافت المصادر ان خطوة الاستقالة ستنهي اي امكانية لتحالف او تقارب مع بري، لذلك فإن “التيار” تراجع عن خطوته هذه، والتي سيستبدلها على ما يبدو بمحاولة تعديل مدة ولاية المجلس النيابي.في المقابل، لا يزال الرئيس سعد الحريري غير جاهز للاستقالة من المجلس النيابي. هو اقرب الى الاعتذار عن التكليف من ترك البرلمان، اذ ان حليفه الوحيد المتبقي هو بري وليس هناك اي داعي لنقل الاشتباك من “جبهة بعبدا” الى “عين التينة”، خصوصا ان الحريري يعرف جيدا حساسية موضوع المجلس النيابي ودوره بالنسبة لبري.والخلاصة ان جميع الذين لوّحوا بالاستقالة من مجلس النواب تراجعوا عن تهديداتهم، لمراعاة بري اولا، ولعدم وجود اي مردود سياسي مباشر وفوري لمثل هذه الخطوة.