الجيش: ما له وما له

7 يونيو 2021
الجيش: ما له وما له

كتب محمد عبيد في “نداء الوطن”: من الطبيعي أن تعمل الولايات المتحدة الأميركية على زرع الشقاق بين الجيش و”حزب الله” كحالة مقاومة، وهو أمر تسعى لتحقيقه أيضاً عبر القوى السياسية الحليفة والمخاصمة للحزب. وإذا كان بعض هذه القوى قد استجاب للمسعى الأميركي أو عمل على التحايل عليه دون جدوى، غير أنه لم يسجل أن قام الجيش تحت قيادة عون بأية خطوة أدت الى تسهيل حصول هذا الشقاق.

المسألة أبسط مما يتوهم البعض، الجيش اللبناني بحاجة الأمس قبل اليوم الى مبلغ يصل الى مائة مليون دولار أميركي للسنة المقبلة، كي يضمن إستمرار قدرة أفراده ورتبائه وضباطه على العمل والصمود للحفاظ على وحدة لبنان واللبنانيين.وبالتالي ليس على السلطة السياسية مجتمعة ومتشاركة بشقيها تجمع “8 آذار” وما تبقى من قوى “14 آذار”، ليس عليها سوى السعي لدى حلفائها الإقليميين لتأمين هذا المبلغ ومعه بديل المساعدات والهبات والمنح العسكرية واللوجستية الغربية والعربية كافة، والأهم الإتفاق على إقرار ذلك ضمن الأطر الدستورية كي تعمل قيادة الجيش وفقها، وبالطبع سيوفر ذلك تنوعاً في مصادر تسليح الجيش ومساهمة عملية في تأمين مستلزمات قيامه بدوره الوطني والسيادي.

هذه القراءة لا تهدف مطلقاً الى تبييض صفحة العماد جوزف عون الناصعة البياض أصلاً وطنياً ومناقبياً وسلوكاً وأخلاقاً، لكنني دون شك أدعو السلطة السياسية ووخصوصاً المرشحين الموارنة المفترضين لرئاسة الجمهورية، أدعوهم الى الإنتباه الى ضرورة عدم الخلط بين مساعيهم لقطع الطريق على الترشح الإفتراضي للعماد جوزف عون للرئاسة وبين اللعب بنار تهشيم صورة الجيش وتشويه سمعة قيادته، لأن هذه النار ستحرق لبنان بمن فيه!لقد فشلت السلطة السياسية المزمن منها والمستجد في الحفاظ على مصداقية مؤسسات لبنان الدستورية، بل أنها قادتها ومعها المؤسسات العامة والإدارية والقضائية والإقتصادية والمالية الى الإنهيار، ولا أرى أنه لديها أي مانع وطني أو أخلاقي من الإجهاز على الضمانة الوطنية الوحيدة المتبقية: الجيش اللبناني. وأنا بذلك لا أفتري مطلقاً على هذه السلطة لأنها أثبتت أنه عندما تتعلق المسألة بمصالحها الشخصية أو الطائفية أو الحزبية أو الإقطاعية تُسقِط كل المحرمات!غير أننا يجب أن نعول على البقية المتبقية من اللبنانيين التي كانت وما زالت تؤمن بأن لبنان هو وطن نهائي لكل أبنائه ولا ملجأ لهم غيره، وبأن ما قاله الإمام الصدر في 23/2/1977 “إن الجيش هو العمود الفقري لبناء الدولة، وهو سياج الوطن والبوتقة التي ينصهر فيها أبناء لبنان ليصبحوا مسلكية وهدفاً مواطنين صالحين. إنه درع الوطن والمواطن أمام الأعداء في الخارج وأمام الأعداء في الداخل. وأمام نقاط الضعف والثغرات الداخلية التي تفوق في أخطارها، خطر العدو الخارجي” يمكن أن يشكل مدخلاً لإعادة بناء وطنٍ يستحقه أولادنا وأحفادنا والأجيال المقبلة