لم يعد خافياً على أحد الحملة المبرمجة التي قرّر إطلاقها “طرفٌ ما” على الطائفة السنّية، في محاولة لجرّها إلى آتون السجالات والصراعات المذهبية الضيّقة وتفريغها من دورها الوطني الجامع والحاضن لمختلف أطياف الوطن.
وفي هذا الصدد، تلاحظ أوساط سياسية متابعة أنّ من يدّعون الحرص على “الميثاقية” هم اليوم في مقدّمة المروّجين لهذه الحملة وهم يهدفون، وفق الأوساط، إلى ضرب الصيغة عبر استضعاف أحد اركانها وبالتالي إحداث خلل بالتوازن الوطني والميثاقي وفرض إسقاط “الطائف” الذي يشكّل كابوساً مستمراً لسنوات بالنسبة لهم.
وبحسب الأوساط نفسها، فإنّ الحملة الممنهجة واضحة المعالم بدءاً من استهداف الموقع الوطني الأوّل الذي يشغله السنة وهو رئاسة الحكومة مروراً بالموظّفين في إدارات الدولة وصولاً إلى تعميم الصور النمطية والأحكام المسبقة على الطائفة بأكملها.
وتشير الأوساط إلى أنّ محاولات ضرب موقع رئاسة الحكومة لا تزال مستمرّة من خلال العمل على القفز فوق الدستور والأعراف في تأليف الحكومات وليّ ذراع رئيس الحكومة المكلّف بهدف إخضاعه او إخراجه.
كذلك، فإنّ مسلسل الاستهداف استكمله وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف طارق المجذوب، من خلال قراره بتكليف هويدا خليل والمنتمية إلى “التيار الوطني الحر”، بمهام رئيسة دائرة التعليم الثانوي وهو منصب مخصّص للسنة، بدلاً من الأستاذة جمال بغدادي التي احيلت إلى التقاعد، ما تسبّب باستفزاز شريحة واسعة من أبناء الطائفة.
ولم تقف الحملة عند هذا الحدّ بل استمرّت على صعيد إعلامي كذلك، من خلال عملية “تنميط” لأبناء الطائفة على امتداد الوطن، ووصمهم بأنّ الانتخابات بالنسبة لهم هي مجرّد “مال” وهذا ما تستغربه الأوساط نفسها، معتبرة أنّ “الهجمة على الطائفة هي محاولة خبيثة لتشويه صورتها والنيل من دورها الوطني الجامع الذي لعبته على مدى عمر دولة لبنان الكبير”.
ورفضت الأوساط “كلّ المحاولات للنيل من الدور الوطني للطائفة السنية”، مؤكدّة أنّها “شكّلت دائماً الحاضنة والمظلّة الوطنية للجميع وهي اليوم وكما دائماً ستبقى كذلك، ولن تكون مكسر عصا أو مطية لأيّ أهواء أو أهداف مشبوهة لأي طرف كان”.
وتشير الأوسط” إلى أنّ هذه الرياح العاتية لن تجعل الطائفة تحيد عن ثوابتها الوطنية، وهي ستبقى متمسّكة بصيغة العيش الواحد ولن تخضع لأي شكل من أشكال التهويل أو التشويه أو الترهيب من أي طرف أتت”.