هل تعود المبادرة الفرنسية بشكل “مختلف كليا”؟

8 يونيو 2021
هل تعود المبادرة الفرنسية بشكل “مختلف كليا”؟

ستكون الايام القليلة المقبلة حاسمة في ما يخص مبادرة الرئيس نبيه بري الحكومية، خصوصا ان هناك بعض المؤشرات التي توحي بإمكان حصول خرق، لكنها تبقى مؤشرات عامة وغير مرتبطة بوقائع عملية، لان المفاوضات السياسية لم تستكمل بعد.

لكن بعيدا عن مبادرة الرئيس نبيه بري، فإن اجواء اخرى بدأت تظهر من باريس، اذ ووفق مصادر مطلعة فإن مراجعة ذاتية قام بها الفرنسيون حول ادائهم في الساحة اللبنانية خلال الازمة الاخيرة، حيث اعادوا تشغيل محركاتهم من دون ضجة اعلامية.وتقول المصادر ان جولات السفيرة الفرنسية على القوى السياسية وشمولها “حزب الله” في الجنوب ليس تفصيلا، بل يقع ضمن اطار اعادة ترتيب الاوراق السياسية لباريس في لبنان، حتى ان البعض بدأ يتحدث عن عودة المبادرة الفرنسية بشكل مختلف كليا.

وترى المصادر ان باريس لا ترغب ابدا بأن يصل الواقع الاجتماعي والمعيشي والاقتصادي في لبنان الى الحد الذي وصل اليه اليوم، لذلك ستسعى الى اعادة البحث عن حلول جذرية للازمة اللبنانية، وهي تتابع المسارات التي تتبعها مبادرة بري.وتشير المصادر الى ان الفرنسيين يعتبرون ان حصول الانهيار بصورته الحالية يعني ان لبنان سيصبح بين ايدي دول اقليمية، تحديدا ايران وتركيا وعليه فإن النفوذ الفرنسي فيه سيتلاشى بسرعة قياسية وهذا ما ستحاول فرنسا ان تتجنبه.وتلفت المصادر الى ان المبادرة التي ستطرحها باريس ستكون مختلفة في الشكل وفي المضمون عن المبادرة الفرنسية الاخيرة، اذ ستحاول الحصول على اجماع وتوافق سياسي حولها، داخليا وخارجيا.وتقول المصادر ان فرنسا لم تعد متمسكة بأيّ من بنود مبادرتها السابقة، لا باسم رئيس الحكومة ولا بشكلها وعدد اعضائها ولا حتى بالمهمة التي يجب ان تقوم بها، من هنا تحاول باريس استشراف اراء القوى السياسية من دون التشويش على مبادرة بري…