بإخراج ركيك وسيناريو “غير محبوك” انكشفت المسرحية التي حصلت في وزارة الخارجية والمغتربين، أمس الإثنين، والتي حملت بالشكل عنوان “اجتماع لمعالجة حظر دخول المنتجات والصادرات اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية”، ولكنّها هدفت في “الكواليس” إلى توجيه ضربة قاضية لمرفأ طرابلس لمنعه من النهوض وحرمان المدينة من أي دور مستقبلي لها في المنطقة ولا سيما دورها في أن تكون مركز انطلاق لإعادة الإعمار في سوريا. وصدر عن الاجتماع عدد من الوصيات الرسمية من بينها: “إعطاء الأولوية للإسراع في تأمين وشراء وتركيب “سكانر” في مرفأ بيروت في أسرع وقت ممكن”، و”العمل على شراء أكثر من سكانر من خلال مشروع (BOT) وعبر الهبات وتجاوز البيروقراطية الإدارية والكلفة المالية”. لكنّ النائب ميشال ضاهر الذي حضر الاجتماع، أعلن، ومن خارج السياق، أنّه سيقوم بإصلاح “السكانر” في مرفأ طرابلس، مشيراً إلى “أنّنا سنتابع مع الجمارك لنقله إلى مرفأ بيروت”، وهنا كانت “الطامّة الكبرى” و”الهزالة الإخراجية”، فكيف سيقوم “صاحب السعادة” بإصلاح “سكانر” هو بالأساس غير معطّل ويعمل بشكل طبيعي؟ ولماذا يريد سحبه من مرفأ طرابلس ونقله إلى مرفأ بيروت؟.القصة ليست وليدة ساعتها، بحسب ما يشرح الباحث الاقتصادي والسياسي، الدكتور بلال علامة، الذي يشير إلى أنّه من بعد تفجير مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، توجّهت الأنظار مباشرة إلى مرفأ طرابلس الذي بإمكانه أن يحلّ بديلاً موقّتاً لمرفأ بيروت المدمّر وتوجيه حركة السفن نحوه.
ويوضح علامة في حديث لـ”لبنان 24″ أنّه جرت محاولات آنذاك لمنع البواخر من التوجّه إلى طرابلس وتوزيعها على موانئ أخرى لأسباب “مناطقية – طائفية”، فيما كانت الذرائع أنّ مرفأ طرابلس غير قادر أن يحلّ بديلاً لمرفأ بيروت.
وبالتزامن مع ذلك، كانت طرابلس تستقبل السفينة الضخمة “Teno” التي يصل طولها الى 300 متر والعاملة ضمن الخط البحري “Megan” الذي تسيّره شركة “CMA CGM” الفرنسية والذي تكمن أهميته في اعتماده مرفأ طرابلس كمحطة للصادرات اللبنانية الى الخليج العربي وإستيراد بضائع الخليج إلى لبنان”.
ويلفت علامة إلى أنّ هذا الخطّ رفع قدرة العمل في مرفأ طرابلس بنسبة 20 أو 25% إضافة إلى توفير فرص عمل عديدة لأبناء المدينة والشمال بشكل عام.
وبحسب علامة، فإنّ سحب جهاز “السكانر” من المرفأ اليوم سيعني حكماً عدم القدرة على استقبال السفن العاملة على هذا الخطّ لأنّ من شروطه وجود جهاز “السكانر” للتأكّد من سلامة البضائع التي تصل إلى المرفأ وسلامة البضائع الخارجة منه.
ويؤكّد علامة، أنّ “هناك مخطّطاً سيّئاً يستهدف المدينة عبر مرفئها”، لافتاً إلى أنّ “ما حدث يأتي في سياق محاولة تطويق ما تمّ إنجازه في مرفأ طرابلس أخيراً، كما أنّه يهدف إلى إعاقة الحركة المستقبلية للمرفأ والدور المستقبلي للمدينة”.
ويستغرب علامة “كيف أنّه وبشكل مفاجئ تمّ توجيه الموضوع فقط إلى مرفأ طرابلس وسحب جهاز “السكانر” منه، بينما كان الحديث يجري أساساً عن أجهزة “السكانر” في كافة المعابر البرية والبحرية والجوية في مختلف المناطق، وهذا ما يطرح علامات استفهام”.