“ناطرين بعضهم ع الكوع”، بهذه العبارة يمكن أنّ تتلخّص علاقة “التيار الوطني الحر” بحزب “القوات اللبنانية” في الآونة الأخيرة، فالطرفان “الأقوى مسيحياً” لا تفوتهما فرصة إلا ويخوضان حرب “ردح” إلكترونية لا سقف لها على وسائل التواصل الاجتماعي، تستحضر فيها جيوشهما الإلكترونية التاريخ لتسجيل نقاط على ماضي كلّ طرف، مع تراشق متبادل بالاتهامات حول مَنْ يتحمّل مسؤولية ما آلت إليه أمور البلاد اليوم.
وعلى الرغم من “التناغم المزيّف” في ملف الإنتخابات النيابية المبكرة، أو إقتراح قانون تقصير ولاية مجلس النواب، أو حتى الإستقالة منه إلا أنّ المعركة الضروس نشبت منذ أسابيع، وإستعرت بالأمس بين الجيشين الإلكترونيين لـ”التيار” و”القوات” وخاصةً بعد مقابلة رئيس “التيار” النائب جبران باسيل الأخيرة والهجوم العنيف الذي شنه على “القوات” ورئيسها سمير جعجع نابشاً تاريخه، ومستخفاً في حاضره، وغير مبالٍ بمستقبله.
وهنا إستنفرت “القوات”، بحسب معلومات، وحداتها الإلكترونية على عجل وأعطيت التوجيهات والتعليمات الدقيقة للتصدي للهجوم المبرمج من “التيار” عليها وعلى رئيسها ووزرائها ونوابها، حيث اعتبر جهاز التواصل وكل المعنيين بالتواصل الإجتماعي لدى القوات أن “ما قاله جبران هو تتمة أو تكمله للحملة التي بدأت على “القوات” في إحدى المحطات التلفزيونية، لشمل القوات بشعار”كلن يعني كلن” وتحميلها جزءا كبيرا من المسؤولية في ما وصلنا إليه كونها كانت مشاركة في حكومة العهد الأولى”، وأشارت المصادر الى أن “جهاز الرصد في “القوات” حدد نقاط التنسيق بين ما قاله باسيل في ملف الفساد عن “القوات” وما جاء في تقارير مراسلي هذه المؤسسة والتي إتهمتهم القوات بأنهم ينتمون الى التيار الوطني الحر”.
تحرك الجيش الإلكتروني لـ”القوات” وفتح أرشيف الجنرال منذ 1989 حتى الساعة وأعد التقارير المصورة الصغيرة والشعارات وكل ما تحتاجه المعركة وبدأ منذ صباح امس” بدكّ “مواقع التواصل الإجتماعي ومجموعات “الواتساب” بهذه المادة التي تحمِّل عون مسؤولية ما وصلنا إليه اليوم، وجعل “القوات” مجموعة كانت ولا تزال في صفوف المعارضة.
من ناحيته تنبه جيش “التيار” الإلكتروني لضراوة المعركة، وبدأ بصدّ الهجوم، فتحركت حواسيب الأرشيف على “محور ميرنا الشالوحي” لتذكر أن “القوات اللبنانية” كانت جزءاً أساسياً من السلطة وليست في المعارضة، وهي وافقت على التقاسم من خلال “إتفاق معراب”، وهي اذن شريكة في النكبة وليست منزهة عما وصلنا إليه اليوم”.مصدر مراقب ومتابع أشار لـ”لبنان 24″ إلى أنّ المعركة ستستمر وتتوسع وتشمل مختلف المناطق والحقبات والملفات، كونها معركة شدّ عصب المحازبين وإعادة التموضع قبل الإنتخابات النيابية القادمة، وكل تشهير مباح لكسب الأكثرية في الشارع المسيحي لتطبيق نظرية المرشح القوي الى رئاسة الجمهورية.