يقضي على ما بقي من “أخضر”.. “البلدوزر” يأكل 1000 شجرة أسبوعياً!

10 يونيو 2021
يقضي على ما بقي من “أخضر”.. “البلدوزر” يأكل 1000 شجرة أسبوعياً!

كتبت رجانا حمية في “الأخبار”: منذ أسابيع، تفتك حشرة جاذوب السنديان بأوراق أشجار السنديان في أحراج عدد من المناطق اللبنانية وتحيلها يباساً. آخر «هجماتها» كانت في وادي الجماجم في المتن الشمالي. صحيح أن هذه الحشرة ليست غريبة عن البلاد، إلا أن انتشارها هذا العام، ونتيجة عوامل مناخية مساعدة، كان كثيفاً. مكمن الخطر أن لا شيء يستطيع إيقاف ما يجري، لأن موسم الرش بالمبيدات انتهى. أما الخطر الأكبر فهو أن استمرار ظهورها في الأماكن نفسها لسنوات متتالية قد يقضي على ما تبقى من «أخضر» وسط كل هذا السواد
 
كانتشار النار في الهشيم، «نزلت» دودة جاذوب السنديان بأشجار السنديان الخضراء نزلة واحدة، ولم تتركها إلا عارية وكأن ناراً ابتلعت أوراقها. منذ أسابيع، تفتك هذه الدودة بأشجار السنديان في كثير من المناطق اللبنانية، مهددة بخسارة غطاء أخضر هو كل ما بقي في البلاد المقفرة. ومنذ بدأ الجاذوب غزوته، تعرّت أشجار كثيرة، ولا يبالغ أهالي بعض المناطق في القول إن الفارق بين اخضرار الشجرة وعريها لا يتعدى الأسبوع، ويؤكدون أن هذا «البلدوزر» يمكنه «أكل أوراق ألف شجرة في أسبوعٍ واحد»، وهذا ما حصل فعلياً. وتحذّر رئيسة مختبر الحشرات في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، زينات موسى، من أن أسوأ ما في هذه الدودة أنها «تأكل بشهية وبكميات كبيرة جداً رغم صغر حجمها، كما أنها تنتقل بسرعة من شجرة إلى أخرى بواسطة الخيطان الحريرية التي تتدلى بها فينقلها الهواء».
 
الجاذوب ليست دودة «غريبة» عن البلاد، لكن وجودها هذا العام كان مغايراً، لناحية انتشارها الكبير. فقد غزت مناطق عديدة من البقاع الشمالي إلى الغربي ومن المتن الشمالي الى الجنوب. وإذ يختلف البعض على مكان ظهورها الأول، إلا أن ثمة من يؤكد أنها بدأت من البقاع الشمالي «قبل كم شهر».
 
كما رصد أهالي البقاع الغربي وجبال عين عطا وراشيا الفخار وحاصبيا وكسروان وجبيل والبترون ظهور هذه الحشرة بكثرة، وقبل ثلاثة أسابيع، سقط وادي الجماجم في المتن الشمالي فريسة للدودة. أما عوامل الانتشار فليست وليدة اللحظة أو العام؛ إذ سبق ظهور الجاذوب كثير من المحطات جعلت من العام الحالي الأكثر انكشافاً لهذا النوع من الحشرات.

المصدر:
الأخبار