مرفأ بيروت يقترب من الإفلاس

11 يونيو 2021
مرفأ بيروت يقترب من الإفلاس

كتبت رلى ابراهيم في “الاخبار”: “محطة الحاويات في مرفأ بيروت شبه مشلولة وقد تصبح مشلولة بالكامل». ليس هذا توقّعاً عشوائياً في بلد تنهار كل مؤسساته وقطاعاته، بل فقرة وردت في بيان أصدرته الغرفة الدولية للملاحة أمس. فمحطة الحاويات المجهزة بـ 16 رافعة جسرية لتأمين تفريغ وشحن سفن الحاويات، ويتم عبرها أكثر من 70% من حركة التجارة الخارجية، في طريقها الى الخروج من الخدمة مع تعطل 10 رافعات واستمرارها في العمل بـ 6 رافعات فقط. المشكلة الرئيسية، هنا، أن الادارة عاجزة عن تأمين الأموال بالدولار وتحويلها إلى الموردين في الخارج لشراء قطع الغيار اللازمة لإصلاح معدّاتها، من رافعات جسرية وآليات وقاطرات… لأن ثمة من جهد، عن قصد أو من دونه، لإفلاس المرفأ بعد صدور قرار قضائي (4 آذار 2021)، عن رئيسة دائرة التنفيذ في بيروت القاضية نجاح عيتاني، بإلقاء الحجز الاحتياطي على الأموال العائدة لإدارة واستثمار مرفأ بيروت، وعلى الأموال العائدة لمن سمّتهم «الأشخاص الثالثين»، أي الشركات المستوردة عبر المرفأ، إضافة الى الأموال المحوّلة الى مصلحة الصرفيات في وزارة المالية. الحكم جاء بعد دعوى قدّمها في الأساس نقيب المحامين ملحم خلف و23 محامياً بالوكالة عن بعض المتضررين من انفجار المرفأ، طلبوا فيها إلقاء الحجز على أموال إدارة مرفأ بيروت، ممثلة بشخص ممثلها القانوني، إضافة إلى كل من: حسن قريطم، محمد العوف، شفيق مرعي، هاني الحاج شحادة، موسى هزيمة، نعمة البراكس وعبد الحفيظ القيسي، من دون أن يُعرف لماذا اختيار هؤلاء الأشخاص دون غيرهم. كما طالبوا بتعويض كل متضرر مليوني دولار أميركي إضافة الى المصاريف القانونية المقدّرة بـ 200 ألف دولار.

تكاملت هذه الدعوى مع قرار أصدره المحقق العدلي السابق في جريمة المرفأ، فادي صوان، بناءً على نص المادة ٢١٠ من قانون العقوبات، المتعلقة بالمسؤولية الجزائية للشخص المعنوي، والتي من شأنها جعل إدارة واستثمار مرفأ بيروت ــــ كشخص معنوي ــــ مسؤولة جزائياً عن أعمال مديريها وأعضاء إدارتها وممثليها وعمالها، وعن الالتزامات المدنية التي قد يحكم بها لمصلحة المتضررين من شركات ملاحة بحرية وشركات تأمين وأصحاب سفن بحرية وأهالي ضحايا ومتضررين في المناطق المجاورة.

هكذا، أُجبرت كل الوكالات البحرية والمؤسسات والشركات المتعاملة مع مرفأ بيروت على التوقف عن دفع رسوم عمل البواخر وشحن البضائع وما يرافقها من تكاليف الى إدارة مرفأ بيروت، وتحويل الأموال الى صندوق المحكمة. أدى ذلك الى تجفيف المداخيل التي كانت تجنيها إدارة المرفأ، ما يجعله، بحسب القيّمين على عمله، قاب قوسين من التوقف عن العمل كلّياً، بعد اتخاذ القرار بتدميره وإفلاسه، رغم أنه مرفق عام تذهب أمواله الى الدولة.
وما يثير الريبة أكثر هو طريقة تعامل الدولة بأكملها مع ما يحصل، وهو ما يصعب فصله عن الرغبة الدفينة في خصخصة مرافق الدولة وبيع أصولها ومن ضمنها مرفأ بيروت.