غاردنر يقرأ موقع إيران و”حزب الله” اليوم.. وهذا اسم الرئيس القادم

11 يونيو 2021
غاردنر يقرأ موقع إيران و”حزب الله” اليوم.. وهذا اسم الرئيس القادم

بالتزامن مع تعاقب جولات مفاوضات فيينا غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تقريراً للمحلل ديفيد غاردنر أكّد فيه أنّ لجم طموحات إيران الإقليمية يظل أملاً بعيد المنال بالنسبة إلى الدول الغربية.

يرى غاردنر أنّ إعادة إحياء الاتفاق سيضع المنطقة أمام مجوعة جديدة أخرى من اللحظات الحرجة، في ظل الصعوبات التي تواجهها القوى الإقليمية والدولية للجم التدخلات الإيرانية في الشرق الأوسط، المتمثلة باستخدامها الناجح للمجموعات المسلحة العربية (في تلميح إلى “الحشد الشعبي” و”حزب الله”) بهدف شق ممر شيعي من بحر قزوين وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى الخليج العربي عبر اليمن والبحرين.

ويوضح غاردنر: “بالنسبة إلى الأمم المتحدة والدول الأوروبية الثلاثة الموقعة على اتفاق العام 2015، يرتبط هذان الهدفان ببعضهما البعض. أمّا بالنسبة إلى إيران، القادرة عموماً على الاعتماد على دعم روسيا والصين، فينفصلان”.في هذا السياق، يبيّن غاردنر أنّ طهران تعتبر الأجندة الإقليمية مسألة يمكن التفاوض عليها مع جيرانها مثل السعودية وغيرها من “القوى السنية”، مشيراً إلى أنّ المفاوضين الإيرانيين “المهرة” يستخدمون في ألعاب الشطرنج الثلاثية المستويات هذه مجموعة من النزاعات بالوكالة بين أبناء الطائفتيْن السنية والشيعية كبيادق على رقعة الشطرنج الجيوسياسية،حيث تواجه طهران الولايات المتحدة والغرب.يعود غاردنر إلى ولاية الرئيس باراك أوباما، لافتاً إلى أنّ إدارته أصرّت على التعاطي مع الملف النووي والسلوك النووي الإيراني في المنطقة باعتبارهما مسألتيْن منفصلتيْن، إذ خشي الرئيس الأميركي من إقدام طهران على مقايضة أجهزة الطرد المركزي المسموح بها في عمليات تخصيب اليورانيوم بتقلبات في وتيرة أنشطة المجموعات المسلحة التي تدعمها وتتحكم بها.وإذ يتحدّث غاردنر عن نجاح القوات الإيرانية، مثل الحرس الثوري الإيراني، والمجموعات المدعومة إيرانياً مثل “حزب الله” و”الحشد الشعبي” في مواجهة الجهاديين، يقول إنّ الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن “قلقة”، معتبراً أنّها تسير حتى اللحظة على خطى أوباما.في مطالعته، يسلّط غاردنر الضوء على “المشاكل الجلية” الواقفة أمام العودة إلى الوضع السابق لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، موضحاً أنّ طهران تخصب اليورانيوم اليوم عند مستويات عالية من النقاء قريبة من تصنيع الأسلحة النووية، ومحذراً من أنّ سرعة أجهزة الطرد المركزي تمثّل واقعاً جديداً.كذلك، يلفت غاردنر إلى أنّ إيران تريد ضمانات على مستوى العقوبات، كما تريد شطب اسم “الحرس الثوري الإيراني” من على لائحة الإرهاب. وهنا، يعلّق غاردنر: “تظل هذه المسألة إشكالية، طالما أنّ قادة الحرس الثوري الإيراني يديرون العمليات شبه العسكرية في الشرق الأوسط، ويتحكمون بأهم قطاعات الاقتصاد الإيراني”.غاردنر الذي يؤكد حاجة إيران الماسة إلى المال وإلى الدولار، يرجح فوز إبراهيم رئيسي، القاضي الإيراني المتشدد في الانتخابات الرئاسية، قائلاً إنّ المسؤولين الإيرانيين المتشددين المحيطين بالمرشد الإيراني آية الله علي خامنئي يريدون التوصل سريعاً إلى اتفاق نووي بما يخوّلهم تحميل الرئيس الحالي حسن روحاني مسؤولية أي تنازلات تقدّم.وعلى الرغم من وصف غاردنر القادة على أمثال خامئي ورئيسي بأّنهم “عنيدون”، يضيف قائلاُ إنّهم ضعفاء في مواجهة “أعمال التمرد في الداخل، أمّا في الخارج، فيواجهون صعوبة للسيطرة على ما يبدو كمجموعة من الدول المنهارة أكثر منه محور قوى”، لا سيما بعد اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.ويتابع غاردنر: “مع عودة الاحتجاجات الشعبية (الشيعية بأغلبها)، فقد الإيرانيون السيطرة على المجموعات العراقية المسلحة التابعة لهم (..)”. وفي لبنان “حيث يعود القرار النهائي لحزب الله”، يذكّر غاردنر بتصنيف الأزمة اللبنانية بأنّها من بين الأسوأ منذ القرن التاسع عشر. في ما يتعلق بروسيا والصين، فيستبعد غارندر أن تسددا فاتورة إعادة الإعمار التي قد تزيد عن مليار ليرة.وعليه، يختم غاردنر: “يضيف البعض أنّ إعادة إحياء الاتفاق النووي سيفرج عن توافق إقليمي وهندسة أمنية جديديْن، تعقبهما عملية إعادة إعمار ضخمة يمكن للاعبين الخليجيين العرب الاستفادة منها عبر تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط”، مستدركاً: “لكن أحداً ليس متفائلاً”.