زحلة والبقاع: كارثة بيئية قادمة!

12 يونيو 2021
زحلة والبقاع: كارثة بيئية قادمة!

كتبت رحيل دندش في “الأخبار”: انفجار تلوث بيئي ضخم يهدّد مناطق البقاع وزحلة بدءاً من نهاية الشهر الجاري، بعدما رفع متعهّدو تشغيل محطات الصرف الصحي «العشرة». إذ أن قيمة عقود التشغيل بالليرة لم تعُد تكفي للرواتب والمحروقات والصيانة، فيما مؤسسة مياه البقاع المفلسة لا قدرة لها على تحمّل هذه الأكلاف
 
كارثة بيئية تنتظر البقاع وزحلة مع قرب انتهاء عقد تشغيل محطة زحلة لتكرير مياه الصرف الصحي نهاية الشهر الجاري، وانتقال تشغيلها إلى مؤسسة مياه البقاع المفلسة، وتهديد كلٍّ من متعهّدي محطتَي إيعات (بعلبك) وجب جنين (البقاع الغربي) بالتوقف عن العمل.
 
أما وعد نائبة وزير الخارجية الإيطالية مارينا سيريني، التي تفقّدت محطة زحلة الشهر الماضي، بأن بلادها «لن تترك المحطة» التي أنشأتها وتشغّلها شركة «سويز» الإيطالية بتمويل من مؤسسة التعاون الدولي التابعة لوزارة الخارجية الإيطالية، فيبقى وعداً في الهواء. إذ أن «لا شيء مضموناً» حتى اللحظة، بحسب رئيس مجلس إدارة مؤسسة مياه البقاع رزق رزق، «فحتى لو مُددت مهلة التشغيل ستة شهر إضافية، ماذا سنفعل بعد انتهاء المهلة؟».
 
الكارثة واقعة إذن. ما يحصل ليس سوى تأجيل وقوعها، في ظل عجز مؤسسة مياه البقاع عن تسلمها وتشغيلها. والمحطة التي أطلقت قبل 4 سنوات، وهي الأنجح في لبنان، تعمل وفق «المعالجة الثلاثية»، وتعالج نحو 37 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية يومياً، والمياه الخارجة منها قابلة للاختلاط في الأوساط المائية وإعادة استخدامها في ري المزروعات! لذلك، فإن توقفها ينذر بـ«انفجار» تلوث بيئي كبير في زحلة ومناطق الحوض الأعلى لنهر الليطاني، وتسرّب الملوثات إلى المياه الجوفية، وارتفاع التلوث في الليطاني إلى مستويات هائلة كان قد حدّ منها تشغيل المحطة.
 
مؤسسة مياه البقاع أصدرت بياناً شرحت فيه أسباب عجزها عن تسلّم محطات زحلة وإيعات وجب جنين وتشغيلها، بسبب «العجر المالي الضخم والمتراكم الذي تعاني من المؤسسة (ما يزيد على 100 مليار ليرة)، وعدم تسديد نسبة كبيرة من المشتركين للرسوم المتوجبة عليهم في الأحوال العادية»، أضف إلى ذلك، يقول رزق، إنه «لا يمكن للمؤسسة أن تلجأ إلى تحميل المشتركين نفقات معالجة مياه الصرف الصحي في هذه الظروف الصعبة». إذ أن كلفة تشغيل محطة زحلة، مثلاً، «تستوجب أن يدفع كل منزل موصول إلى الشبكة نحو 100 دولار شهرياً تشمل تبديل التجهيزات وصيانتها وكلفة المواد المستعملة والطاقة والخبرات اللازمة، فيما معدّل الجباية اليوم هو نحو 60 ألف ليرة لكل بيت زحلاوي»!
 
لا حلّ عملياً «إلا الصلاة»، وفق رزق، بعدما أرسلت المؤسسة كتباً إلى وزارة الطاقة والمياه. وهذه الأخيرة، بدورها، أرسلت كتباً إلى وزارة المالية، «ولكن لا مال… ولا جواب»!
 
التهديد بالتوقف عن العمل يشمل أيضاً محطتَي تكرير الصرف الصحي في إيعات وجب جنين. إذ أن المتعهدين اتصلوا بالمؤسسة «وقالوا لنا: دبروا حالكن!». أنشئت محطة جب جنين عام 2014، بقدرة تشغيلية تبلغ 10 آلاف متر مكعب في اليوم (على خطين) اي ما يوازي تكرير الصرف الصحي لـ ٧٧ الف نسمة. وهي حالياً ملزّمة لُزمت محطة جب جنين لـ«مؤسسة نزيه بريدي»، وتعمل على خط واحد بقدرة ٥ آلاف متر مكعب يومياً (معالجة ثنائية)، وتشير نتائج فحص العينات من المخرج ان المياه المعالجة غير مطابقة للمواصفات بنسب متفاوتة.
 
أما محطة إيعات فقد لزّم تشغيلها لعام 2021 إلى «مؤسسة سابا مخلوف» بحوالى 150 مليون ليرة، أي ما يوازي 10 آلاف لم تعُد تكفي لرواتب 20 موظفاً ومصاريف المحروقات والكلور والصيانة الأولية.