المشهد الحكومي يؤسس لأعراف جديدة في التأليف

12 يونيو 2021
المشهد الحكومي يؤسس لأعراف جديدة في التأليف

كتب نقولا ناصيف في “الاخبار”: ما يجري منذ ايام في جهود تأليف الحكومة، فلا سابق له. يوحي بأنه يريد ان يؤسس لمزيد من الاعراف. ثلاثة افرقاء يناقشون سبل اخراج التأليف من مأزقه، التيار الوطني الحر وحركة امل وحزب الله، من دون ان يكونوا معنيين في الاصل بالاستحقاق وبحكومة يُفترض انها من اختصاصيين لا مكان فيها للاحزاب. واثنان منهم هما التيار الوطني الحر وحزب الله لم يصوّتا للرئيس المكلف سعد الحريري تأليف الحكومة.

كلا المرجعين الدستوريين المختصين بمراحل التأليف، رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، في قطيعة كاملة منذ 22 آذار كما لو انهما غير مهتمين بما يجري، غير مستعجلين على التأليف. كلاهما واقف في الجانب المقابل للآخر، بينهما استحالة مبنية على تبادلهما كرهاً وبغضاً واهانات لا نظير لها، ما يحمل على الاعتقاد بأن احداً لا يتوقع جلوسهما معاً الى طاولة واحدة. بل يبدو مخجلاً لهما ان يفعلا ذلك اذا ابصرت الحكومة النور يوماً. رغم فارق الاجيال والتجربة السياسية المتفاوتة الاهمية والدور بين الرجلين، لم يعد ثمة قاسم مشترك واحد بينهما سوى المزاج الشخصاني، يتقدّم ما عداه اياً تكن التحديات والاخطار.

الاكثر مدعاة للغرابة حيال مشهد الاجتماعات تلك، ان اثنين من الاطراف الثلاثة هما التيار الوطني الحر وحركة امل لا يتبادلان الود والحرارة وإن جلسا الى طاولة واحدة، والاثنين الآخرين وهما حزب الله وحركة امل يتمسكان بتكليف الحريري الى اشعار آخر، لكن احدهما في مقلب معاكس للآخر من غير ان يختلفا او يتنافرا إن لم يُعدّ ذلك توزّع ادوار: حركة امل تدعم الرئيس المكلف وتمسك بيده خطوة تلو خطوة بشهادة مبادرة برّي وتسليم الحريري بها، وحزب الله يدعم رئيس الجمهورية وحزبه اللذين لا يريدان ندّهما على رأس الحكومة. العجب في ما يحدث، ان التيار الوطني الحر يجهر من الآن – وهو الى طاولة التفاوض على تأليف الحكومة وعلى التمثيل المسيحي فيها – بأنه لن يمنحها الثقة، بينما حليفه حزب الله غير معتاد إلا ما ندر على منح الحكومات الثقة، وهو محاور دائم للحريري ويختار بنفسه وزراءه.