إفشال مبادرة بري مقابل تعطيل عهد عون؟

12 يونيو 2021
إفشال مبادرة بري مقابل تعطيل عهد عون؟

بلغت الوقاحة عند المسؤولين حدا لا مثيل له عبر المزايدة على المواطنين تجاه حالة الذل مقابل الحصول على الغذاء والدواء والمحروقات، في وقت لا يرتدعون عن” الاجرام ” المتمثل بابقاء لبنان دون حكومة طوال الشهور الماضية.

تقمص باسيل دور الثورة واطلق تغريدة، مصوّبا على مجلس النواب عبر البطاقة التمويلية،
وفي المقابل لم يسكت علي حسن خليل عن الضيم فعالجه بتغريدة أخرى.أمام هذه العبثية المفرطة لا يجد المقهور سبيلا سوى التضرع الى الله للتخفيف من نار “جهنم الحمرا” في ظل تعاظم مشاعر الحقد على حكام لبنان.لا تبشر  المعطيات الأخيرة حيال تشكيل الحكومة بالخير، فحركة الحريري والتوجه إلى المجلس الشرعي بدلا من قصر بعبدا تشي بالتصعيد بوجه عون وباسيل ورفض المس بصلاحيات رئيس الحكومة، بالمقابل، لم يعد خافيا تحرك باسيل على خط التكليف البديل بعدما اصطدمت  كل المفاوضات الحكومية بجدار سميك من المطالب والشروط.

أمام هذا الواقع ، يعتقد  فريق العهد انه حقق  انتصارا سياسيا من باب ان كلمة عون هي الأعلى عندما جاهر علنا بعدم رغبته بتكليف الحريري الا على قاعدة “هو و جبران”، ووفق نفس الحسابات يعتذر الحريري عن التكليف ويجري التفتيش عن بديل عنه كما  لا ضير من محاولة فتح القنوات مع السعودية في سبيل تشكيل حكومة العهد الأخيرة.تفيد  مصادر متابعة بأن  عمق  الازمة الخانقة يفرض التعالي عن اسلوب  الزواريب الضيقة ، ففريق عون لا يملك الترف المفترض كي يفرض ما يشاء من أعراف دستورية او اسسا سياسية، فليس بالأمر البسيط  إفشال مبادرة بري المدعومة من حزب الله و بموقف علني من نصرالله شخصيا، فضلا عن كون بري ركن “الثنائية الشيعية” قبل أن يصبح باسيل حليفا لحزب الله.في هذا المجال، تشير معلومات إلى نصيحة  تبلغها باسيل قوامها  عدم القدرة على مواجهة بري وجنبلاط والحريري دفعة واحدة ، ما يستدعي احتساب الخطوات جيدا في حقل العام شديد الخطورة، هذا بغض النظر عن التقارير التي تؤكد بأن الغليان الشعبي سيبلغ حد الانفجار عند أول فرصة مقابل عجز الأجهزة الأمنية عن ضبط الوضع.في  غضون ذلك، يصف  مراقبون  محاولة الاستغناء عن الحريري بالمراهقة السياسية جراء انقضاء عهد عون دون حكومة بل وإدخال لبنان في نفق مظلم، كما ربط مصير اللبنانيين بحسابات شخصية، خصوصا وان المراهنة على التعطيل مقابل الظفر بالمكاسب  لا تصح بينما عون في سدة رئاسة الجمهورية.