نشرت مجلة “ذي إيكونوميست” تقريراً تناولت فيه مسألة لجوء اللبنانيين إلى الهجرة نحو غرب أفريقيا بحثاً عن الوظائف في ظلّ الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تمرّ بها البلاد.وبحسب ما نقل موقع “الحرة” عن التقرير، فإنّه عندما بدأت المصارف في الانهيار وعمّت التظاهرات الاحتجاجية الشوارع في تشرين الأول 2019، رفض موسى خوري مغادرة لبنان، وكذلك بعد تحطم منزله بسبب انفجار مرفأ بيروت في آب الماضي، لكنه في النهاية لم يستطع تحمل انهيار الليرة، وهاجر إلى غرب أفريقيا.خوري، هو من بين حوالى 250 ألف لبناني في غرب إفريقيا، تزايد عددهم في الأشهر الأخيرة، يدير شركة ناشئة لبيع الخضار المزروعة في المزارع المائية، وكان عملاؤه يدفعون له بالعملة المحلية، في حين أن مورديه يطالبون بالعملة الصعبة، لذا قرر في نيسان الماضي، قبول عرض قدمه أحد معارفه الذي وعده بالاستثمار معه في الشركة، وانتقل إلى غانا.
وبحسب المجلة، من المستحيل معرفة عدد الذين انتقلوا إلى هناك منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان في عام 2019، لكن طياراً من أصل لبناني يعيش في توغو، قال إنّ اللبنانيين يحزمون رحلاتهم إلى غرب إفريقيا. وأفادت سفارة لبنان في نيجيريا عن “زيادة ملحوظة” في انتقال اللبنانيين إلى البلاد. بدورها، ذكرت منا غيتا حوراني، التي تدير مركزاً يدرس الهجرة في جامعة “سيدة اللويزة”، إن مكتبها يغمره مكالمات من اللبنانيين الذين يرغبون في الحصول على المشورة بشأن كيفية لم الشمل وتعقب الأقارب في الخارج، بما في ذلك في أفريقيا.وجاء العديد من اللبنانيين إلى غرب القارة في القرن التاسع عشر، ونزلوا عن طريق الخطأ من السفن المتجهة إلى أميركا، بحسب الرواية الشائعة.وأثبت الوافدون الجدد نجاحا كوسطاء بين السكان المحليين والقوى المستعمرة ، فيما بعد كأصحاب أعمال وتجار سلع.
واليوم، على سبيل المثال، يقال إن اللبنانيين يسيطرون على العديد من الشركات في ساحل العاج التي تتعامل مع صادرات البن أو الكاكاو.ووفقا للصحيفة، يعتبر اللبنانيون أنّ الحصول على تأشيرات من وجهات غرب أفريقيا أسهل بكثير من الحصول على تأشيرات من أميركا أو الدول الأوروبية، كما أنه من السهل الحصول على الوظائف.وقال إبراهيم شاهين، مهندس ميكانيكي غادر لبنان العام الماضي، إن عملية الحصول على تأشيرة كندا كانت مرهقة للغاية، وطلباته لدول الخليج لم يتم الرد عليها. وأشار شاهين إلى أنه عندما حصل على وظيفة في شركة يديرها لبنانيون في نيجيريا، لم يفكر مرتين، متوقعا أن يبقى لمدة عشر سنوات.