على وقع التعثر المستمر في موضوع تشكيل الحكومة لم يعد موضوع اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري بعيدا عن طاولة البحث، كما ان البحث عن البديل بات موضع مناقشة ، رغم ان اجتماع دار الفتوى امس بعث برسالة واضحة تقوّي موقف الحريري لعدم الاعتذار.
من الواضح ان مبادرة الرئيس نبيه بري باتت في مفصل دقيق ، على الرغم من كل محاولات الانعاش. فرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل رفض كل الصيغ التي طرحت امامه من قبل كل من المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين خليل والوزير السابق النائب علي حسن خليل ومسؤول الارتباط في حزب الله وفيق صفا، ما وضع الرئيس بري في موقف محرج تجاه الجهود الجبارة التي بذلها لاخراج الدخان الابيض من قصر بعبدا.
في هذا الوقت،بدأت شخصيات سنية عديدة تعد العدة، بانتظار لحظة الاعتذار لتعلن نفسها مرشحة للموقع. فهذا يدعو الاعلام يوميا الى مكتبه ويسوق نفسه مرشحا طبيعيا لهذا الموقع، وذاك يصول ويجول ليعيد امجاد الرئاسة الثالثة الى منظله، وآخر يتحدث عن مشروعه للدولة تحت شعار “كلن يعني كلن” ، مع انه اذا لم يقدم الحريري على الاعتذار فان شيئا لن يتغير.اما من جهة الحريري، فكثير من المخاطر تتربص به في حال اقدم على خطوة الاعتذار. فالرجل الذي يتحضر للانتخابات النيابية المقبلة يحتاج الى دراسة الارضية جيدا خصوصا وانه لا يحتمل اي دعسة ناقصة.في المقابل، فان حزب الله يعتبر ان الانهيار الحاصل يعزز حضوره على الأرض، ويمكنه من الامساك اكثر بمفاصل الحل .وبالتالي فان الجمود الداخلي مستمر طالما ان اياّ من الأطراف لم يقدم على خطوة نوعية للحل، كما ان اعتذار الحريري لا يزال حتى الساعة مدار اخذ ورد ولم يحسم نهائيا. والخوف اليوم من احداث امنية وأيام صعبة ستمر على البلاد كانت قد حذر منها العديد من الدول العربية والاجنبية ، واكدها بوضوح ليل امس وزير الداخلية محمد فهمي في حديث تلفزيوني بقوله انه كانت لديه ” معطيات أن هناك أجهزة خارجية كانت تسعى لإشعال حرب أهلية”.