كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: خلال اليومين الماضيين ابلغ الحريري غالبية من حوله رغبته الجدية بالاعتذار، نصحه المجلس الشرعي ورؤساء الحكومات السابقون بالتريث، بينما وعد بري بأن يكمل الثنائي الشيعي مساعيه التي لا يرفضها الحريري ولكنه طالب بوضع سقف زمني كي لا يطول الانتظار. صارت المسألة استنزافاً للوقت وقراره هذه المرة لم يأت من باب المناورة بل ان الرئيس المكلف يجد نفسه مطوقاً وحبل التكليف يضيق على خناقه، وسط كومة من الصعوبات وانسداد الأفق الاقليمي والدولي تجاه لبنان وهل يمكن ان يبقى منتظراً نتائج مفاوضات اقليمية ودولية قد تطول لعام وأكثر قبل أن يبدأ لبنان تلمس نتائجها. قال الحريري ايضاً انه وضع نفسه أمام خيارات عدة وهو الذي لمس عن قرب انقساماً داخل الطائفة السنية، ما بين الناصح بالاعتذار والراغب باستمرار المحاولة وثالث ينصحه التصعيد حتى نهاية العهد. لكل وجهة نظر حساباتها وخلفياتها وخصوصياتها. ينصت الحريري وعينه على سيد عين التينة حيث لن يكون اي قرار من دون مشورته وبالتنسيق معه وقد عبر عن ذلك بصراحة، مثبتاً شرعيته برعاية أعلى مرجعية روحية في طائفته.
ليست المرة الاولى التي تُلبس دار الفتوى عباءتها للرئيس المكلف. لكنها هذه المرة سيّجت تكليفه وحالت دون اعتذاره، بعدما أحال اليها مخاوفه وخياراته منبهاً الى ان البلد يدنو من الانهيار. بحضوره اجتماع المجلس الشرعي في دار الفتوى كرس الحريري نفسه رئيساً مكلفاً ترعاه المرجعية الأعلى في طائفته كزعيم سياسي للسنة، وفي حال الاعتذار فمرجعية الطائفة الدينية رفعت مظلتها وأوصدت ابوابها امام اي مرشح محتمل لرئاسة الحكومة خلفاً له، ليقطع بذلك الحريري الطريق على إمكانية ان يسمي بديلاً عنه في حال اعتذاره.
المصدر:
نداء الوطن