يستمر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالابتعاد عن الاصطفافات السياسية وعن الاشتباك الحكومي الحاصل في لبنان، في ظل تسارع الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، علما ان جنبلاط بات من اصحاب نظرية التسوية مهما كانت الاثمان.
وتعتقد مصادر مطلعة ان جنبلاط لديه هواجس جدية تتفوق على الكباش السياسي الحاصل، اذ يعتقد انه غير قادر على مواكبة حاجة بيئته الحاضنة ومساعدتها في حال استمر الانهيار المالي وبالتالي يجب حصول تسوية سياسية بأسرع وقت لفرملة الانهيار.
من هنا يجد جنبلاط ان انخراطه في الازمة السياسية سيزيد من تعقيداتها، فعمد،منذ مدة ومن دون اي كباش سياسي، الى التخلي عن مطالبته بالوزيرين الدرزيين، على ان يكون احدهما من حصة النائب طلال ارسلان.
الحياد الجنبلاطي ليس نابعا فقط من رغبة بالتسوية، بل يبدو ان جنبلاط بدأ يقرأ التحولات السياسية الحاصلة في المنطقة، لذلك زاد تواصله مع “حزب الله” قبل مدة، وتعهد بأن لا يشارك بقطع طريق الجنوب، والا يكون رأس حربة في مواجهة عهد الرئيس ميشال عون.
لكن جنبلاط ذهب ابعد من ذلك، اذ يخوض اليوم مفاوضات جدية مع “التيار الوطني الحر” من اجل عقد تحالف انتخابي في دوائر الشوف – عاليه وبعبدا ما قد يقلب نتيجة الانتخابات بشكل كامل، ويفتح الباب امام مرحلة جديدة في علاقة الطرفين.
وتلفت المصادر الى انه من يراقب الخطاب الاشتراكي بعد حرب غزة، وحجم الهامش الذي تمتع به هذا الخطاب في انتقاد دول اقليمية كانت تُحالفه قبل مدة، اضافة الى انتقاد الولايات المتحدة الاميركية، يكتشف ان جنبلاط بدأ يمهد الطريق امام اعادة تموضع جديدة.
وتشير المصادر الى انه في المرحلة المقبلة لن يكتفي جنبلاط بانتقاد الرئيس سعد الحريري وتأييد بعض طروحات الرئيس عون، بل قد يذهب الى خطاب سياسي واضح المعالم ومتكامل، يظهر من خلاله موقعه السياسي الجديد تمهيدا للانتخابات النيابية المقبلة.