باسيل “ممتعض”.. العلاقة مع “حزب الله” تتراجع!

15 يونيو 2021
باسيل “ممتعض”.. العلاقة مع “حزب الله” تتراجع!

قيل سابقًا إنّ رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل فَقَدَ، منذ انطلاقة “العهد”، كلّ الحلفاء والشركاء الذين تفاهم معهم، ولم يبقَ إلى جانبه سوى “حزب الله”، الذي يعتقد أنّه “كافٍ ووافٍ”. إلا أنّ أحداث الأيام القليلة الماضية أظهرت أنّ العلاقة “الصامدة” تتراجع هي الأخرى، وأنّها لم تعد إطلاقًا في أحسن أحوالها.

 يُقال في هذا الإطار إنّ قطع بثّ كلمة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله الأخير عبر قناة “أو تي في” كان “مؤشّرًا واضحًا” على “خلل” في العلاقة، ولو حاول المعنيّون في المحطة وضعه في إطار الضرورات الإنتاجيّة، التي ما كانت لتشكّل “مبرّرًا” لقطع النقل المباشر لكلمة لرئيس الجمهورية ميشال عون مثلاً، أو للوزير جبران باسيل نفسه. ويُقال إنّ هذه الكلمة بالتحديد شكّلت “نقطة فاصلة” في العلاقة بين “حزب الله” و”الوطني الحر”، الذي كان ينتظر من الحزب “تضامنًا” معه، في وجه الرئيس المكلَّف سعد الحريري، بدل الوقوف على الحياد كلاميًا، ودعم الخصم عمليًا، من خلال التمسّك بـ”وساطة” رئيس مجلس النواب نبيه بري، صاحب مقولة إنّه مع الرئيس الحريري “ظالِمًا أم مظلومًا”.

 امتعاض من “حزب الله” لـ”العونيّين” تحفّظاتهم على أداء “حزب الله” في ملفّ الحكومة منذ تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة، ولو أنّ نوابه “سايروا” رئيس الجمهورية بالتزام “توصيته” وعدم تسمية الحريري في الاستشارات النيابية، إذ إنّه في المقابل عمل في الكواليس على تأمين الأكثرية الكافية للرجل دستوريًا ليصبح رئيسًا مكلَّفًا، وهو ما ترجِم بتسميته من قِبَل جميع حلفاء “الحزب” أو من يَمون عليهم. وإذا كان “العونيّون” تفهّموا “الخصوصيّة” التي ينطلق منها “الحزب”، تفاديًا لأيّ صراع سنّي شيعي لا تُحمَد عقباه، إلا أنّهم لا “يتفهّمون” في المقابل، “الحياد” المُبالَغ فيه من جانبه في التعاطي مع الملفّ الحكوميّ، من دون أن يحدّد موقفه الفعليّ الذي لم يعد يمكن أن يكون “رماديًا” بعدما تخطّت الأمور كلّ الحدود المرسومة، متمسّكًا بجمع “الأضداد”، بتمسّكه بعلاقته مع “العهد” والحريري في آن واحد. ولعلّ أكثر من “استفزّ” باسيل في المرحلة الأخيرة، كان في إصرار السيد نصر الله على الحديث عن “مهلة مفتوحة” في الملف الحكومي، حتى الوصول إلى “توافق” بين عون والحريري، في الوقت نفسه الذي كان “العونيّون” يعلنون صراحةً وجهارًا أنّ “المماطلة” لم تعد خيارًا، وأنّ لا بديل عن “الحسم”، سواء بتأليف الحكومة، بما ينسجم مع قناعات “العهد”، أو باعتذار الرئيس المكلَّف لإفساح المجال أمام غيره. الأمور “تتعقّد” لم يختلف الأمر خلال الأيام الأخيرة بل يبدو أنّه زاد تعقيدًا. بدأ “التيار الوطني الحر” يبحث في البدائل، مع “تزكية” لأسماءٍ قريبة من “حزب الله”. لكنّ الأخير لم يعدّل في موقفه، بل بقي ثابتًا على دعمه لمبادرة رئيس مجلس النواب، حتى بعدما عادت العلاقة بين الأخير وباسيل لتنفجر، في عزّ لقاءات البياضة، على وقع النقاش “الشعبوي” حول البطاقة التمويلية. ثمّة من يقول إنّ الأمور ستأخذ خلال الساعات المقبلة منحى آخر، فمبادرة بري تترنّح وتنازع، وهناك من يرى أنّها سقطت فعليًا، ومعها ستسقط أيضًا فرضية “المهل المفتوحة” التي رفع لواءها السيد نصر الله. بذلك، لن يعود بالإمكان التلطّي خلف دعم مبادرة “ميتة”، أو رئيس مكلَّف “لا يريد التأليف”، وفق منطق “العونيّين”، الذين يعتبرون أنّ على “الحزب” أن يختار وجهة تموضعه، وفق قاعدة “يا أبيض يا أسود”. في المقابل، يصرّ “حزب الله” على أنّ شيئًا لم ولن يتغيّر في موقفه. هو “يوازن” من اليوم الأول بين عون والحريري، حتى لا يُحمَّل أيّ منهما موقفًا لا طاقة لهما على تحمّله. يقول المحسوبون عليه إنّه لا يريد سوى أن تؤلَّف الحكومة، لكنّه لا يتعامل بمنطق الضغوطات التي يطالبه بها البعض، سواء مع حلفائه أو أصدقائه، في “تكتيك” يُعتقَد أنه سيستمرّ في الأيام المقبلة رغم كلّ المعوّقات والصعوبات. حين تحدّث الأمين العام لـ”حزب الله” عن مهلة “مفتوحة”، لم يقصد، كما يقول العارفون بأدبيّاته، ترك الأزمة مفتوحة إلى ما شاء الله، ولكن عدم تضييع “الفرصة” المُتاحة من خلال مبادرة برّي. أراد أن يقول إنّ “البدائل” قد لا تكون متوافرة، وإن كانت متوافرة، فقد لا تكون مناسبة، ولعلّ هذه الرسالة بالتحديد هي التي أزعجت “التيار”، الذي لا شكّ ينتظر من “حليفه الوحيد” الصامد موقفًأ مغايرًا…