كتب نجم الهاشم في” نداء الوطن”: ليست الإدارة الأميركية وحدها التي تدعم الجيش. صحيح أنّها تقدّم له الدعم الأكبر وتوليه اهتماماً خاصّاً ولكنّ الدعم يأتي أيضاً من فرنسا التي تستضيف غداً مؤتمر دعم الجيش اللبناني. عندما زار العماد جوزيف عون باريس بدعوة رسمية لم يتوانَ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخائب من تجربته مع الطبقة السياسية الحاكمة عن استقباله. هذا الأمر زاد من الشكوك لدى من يشكّكون في دور الجيش وفي دور قائد الجيش ولذلك زادوا من الهجوم عليه. تكاد لا تمرّ مناسبة إلا ويستغلّونها من أجل التصويب على العماد عون وعلى المؤسسة. انفجار مرفأ بيروت كان إحدى المحطات التي تم استخدامها من أجل اتهام الجيش وقيادته بالتقصير للمطالبة بمحاكمتهم.
في المدة الأخيرة سجلت أكثر من عملية تدريب مشترك بين الجيش اللبناني والقوات الإيطالية والفرنسية وقوات اليونيفيل والقوات الأميركية والأردنية… ثمة برنامج يتطوّر ويتابع بغضّ النظر عن وضع الدولة المنهار. وآخر المساعدات تلقّاها الجيش كانت عبارة عن عدد من الشاحنات وسيارات الجيب التي قدمتها الدولة الصينية كهبة. طبعاً لم تعترض الولايات المتحدة على اتجاه الجيش شرقاً من هذه الناحية، بعدما تمّ اتهامه قبل سنوات بأنّه رفض تحت الضغط الأميركي، هبة طائرات ميغ 29 روسية لا يستطيع صيانتها ولا تأمين استمراريتها في الخدمة بسبب الظروف التي يمر بها، والتي تجعله اليوم يحتاج إلى أوراق وإلى محروقات وإلى تصليح الآليات العسكرية، وإلى منع تأثير الأزمة المالية والإقتصادية على وضع ضبّاطه وعناصره، وعلى الإنضباط العام في المؤسّسة التي تنتظرها مهمات أمنية كبيرة في ظل التوقّعات الدائمة بأن الإنهيار قريب.
البعض لا يقبل أن يكون الجيش قوياً وضامناً للإستقرار ويريده أن يبقى مجرّد قوة بوليس سرّي تأتمر بأوامره كما كان في ايام الإحتلال السوري. مرة جديدة تعود إلى الواجهة محاولة تثبيت معادلة الجيش الضعيف والمقاومة القوية. ومرة جديدة توجه الإتهامات إلى قائد الجيش وإلى المؤسسة وكأنها جرس إنذار للتنبيه بأنهم يخالفون القواعد وعملية تحذير من مغبة تجاوز خطوط حمر كثيرة لا يجب تجاوزها. ولذلك يتم التركيز على زيارات قائد الجيش وعلى استقبالاته وعلى مناورات الجيش العسكرية وعلى انتشاره على الحدود وتدعيم مراكزه بالتجهيزات اللازمة للمراقبة والرصد. الجيش يرصد المرحلة ولكن هناك من يرصد الجيش ويراقب حركته. ولكن بالنسبة إلى الجيش وقائده غداً يوم آخر ومهمّة جديدة. وإذا كان هناك من يعتبر أن لديه مشكلة مع الجيش فالجيش ليس له مشكلة مع أحد تحت سقف القانون والحفاظ على الأمن.
المصدر:
نداء الوطن