بشكلٍ أكيد، ازداد فتيل الحرب بين عين التينة وبعبدا بعد بيان رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم أمس باتجاه رئيس الجمهورية ميشال عون. وفعلياً، فإن المعركة باتت مفتوحة على مصراعيها، في حين أن الملف الحكومي بات عالقاً ومؤجلاً وسط تأكيد بري استمرار مبادرته الإنقاذية والتمسك أكثر بتكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة.
وفي ظل هذا الاحتقان، تعتبرُ أوساطٌ سياسية شديدة الإطلاع أن بري بات يخوض معركته المباشرة ضدّ عون عبر الحريري، في حين أن الأخير تلقى اشارات جديدة باستمرار المبادرة لصالحه. وهنا، يقول مرجعٌ سياسي بارز أنّه “لا حل يلوح في الأفق، حتى أنه ما من طرف اليوم يتأمّل تسريع تشكيل الحكومة لاعتبارات عديدة تخصّ كل جهة”، ملمحاً إلى أن “تشكيل الحكومة المطلوبة قد لا ينضُج لفترة أشهر وقد لا تتشكل حتى قبل الانتخابات النيابية المقررة في أيار 2022”. وأضاف: “يُحكى اليوم عن تشكيل حكومة انتخابات، ولكن من هنا وحتى موعد هذا الاستحقاق، إن لم تتشكل حكومة، فإن لبنان سيكون قد انتهى. ولهذا يجب تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن لوقف الانهيار”.
جنبلاط مُتمسك بالحريري؟
ووسط كل هذا الكباش السياسي والحرب العلنية، جاءت زيارة رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط الخاطفة إلى عين التينة، بالأمس، وقد قالت المصادر المواكبة للزيارة لـ”لبنان24″ أنّ “جنبلاط أعرب أمام بري عن رفضه لأي مماطلة بتشكيل الحكومة كما أكد دعمه للمبادرة التي يقودها رئيس مجلس النواب”، موضحة أنّ “زعيم المختارة يركز اليوم على أي حلول تساهم تسريع الحل الاقتصادي خصوصاً أن البلاد لا تتحمل أي تأخير، كما أنه يعتبر أن أي عرقلة تفتح الباب أمام واقع خطير يلوح في الأفق”.
وضمنياً، فإنّ تمسّك جنبلاط بدعم مبادرة بري يعني تمسكاً بدعم الحريري بشكل غير مباشر، وهو الأمر الذي دفع المصادر للقول بأنّه “على الأخير أن يعي ذلك”، وتضيف: “الحريري مش لوحدو”.
وعلى صعيد “حزب الله”، فإنّ الاتصالات القائمة خلف الكواليس تشيرُ إلى وجود عتبٍ بينه وبين النائب جبران باسيل، حتى أن بعض الأوساط الشعبية لدى الطائفة الشيعية تحمّل بشكل مباشر الأخير مسؤولية المماطة التي تساهم في تدهور الأوضاع أكثر.
ولاحظت بعض الأوساط أن التململ الذي تشهده الطائفة الشيعية في مناطقها قد ينقلب على أحزابها، الأمر الذي يستدعي من الأطراف المعنية التسريع بالحلول. وهنا، تقول المصادر: “الشارع الشيعي لن يهدأ طالما باتت الأزمة تضغط عليه، وسيكون هناك مواقف حاسمة في حال اشتدت الأزمة أكثر”، وتضيف: “بات الناس يشعرون بضغوطات عدم تشكيل الحكومة، وهناك من يعتبر أن العرقلة من جانب باسيل باتت تشكل خطراً، لذلك السبب هناك مطالبة سريعة للحل وإلا الشارع سوف يشتعل”.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر نيابية لـ”لبنان24″ أنّ “حزب الله يوسع مروحة اتصالاته مع تكتل لبنان القوي وقد يتم التوصل إلى شيء ما قريباً وهناك انتظار لما ستؤول إليه تلك المساعي”، مشيرة إلى أنه “قد تكون هناك بعض الخروقات الملحوظة لكن حتى الآن ما في شي مضمون”.