كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: كما برّي كذلك الحريري يعتبران ان “حزب الله” لو اراد لمارس ضغوطه على باسيل لتشكيل الحكومة، في المقابل يتهمه باسيل بأنه اكثر ميلاً للحريري لكن “حزب الله” لا يرى نفسه الى جانب طرف على حساب آخر، بقدر ما تهمه مصلحة الناس في العمل لتشكيل الحكومة. يرفض “حزب الله” ان يدخل طرفاً في معركة باسيل ضد الحريري او يدخل في معركة الحريري ضد باسيل، وجوابه لأي فريق يطالبه بالضغط ان مارسوا ضغوطكم على جبران طالما تعتبرونه معطلاً عبر قنواتكم.
“حزب الله” في وضع لا يحسد عليه، ان نأى بنفسه فهو مطالب بالضغط على حلفائه وان فعل يقولون هذه نتائج مفاوضات فيينا وغيرها، علماً ان موقفه لا يزال هو ذاته بفصل الحكومة عن اي ملفات اخرى في المنطقة، ويمكن ان يصار الى تشكيل حكومة من دون عناصر خارجية لا بل على العكس فقد تكون الفرصة مؤاتية اليوم طالما العالم مشغول عنا.في وضع حرج يقف “حزب الله” بين حليفيه، ومكانه في الوسط بينهما، وطالما ان الحريري رئيس مكلف، المطلوب ان يشكل حكومة والجميع يسلّم بهذا الامر، بدليل اجتماعات البحث الحكومي التي عقدت في بعبدا بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والتي وصلت الى مراحل متقدمة، ما يعني ان الكل سلم بالحريري رئيساً للحكومة وتعاطى على هذا الاساس.
المطلوب من وجهة نظر “حزب الله” المزيد من الحوار وتقديم التنازلات لكن الموضوع الحكومي وفق رؤيته معقد للغاية حتى الساعة، وقد ارتفع منسوب التوتر مع الخلاف بين الرئاستين ورد بري العنيف على بيان بعبدا، وهو الذي يعتبر ان باسيل والعهد يستهدفانه ويطلقان النار على مبادرته رغم عدم وجود البديل، بينما يبدي باسيل انزعاجه من تدخل تعمده بري فحال في الاولى دون تقديم الحريري تنازلات كان على وشك تقديمها وجمد اعتذاره في الثانية. على “حزب الله” اعادة جسور التواصل واستئناف البحث حكومياً، الجميع يصوّب باتجاهه لحاجتهم اليه لما يشكله من قاسم مشترك بينهم، وكل يريده طرفاً في معركته ضد الآخر وهذا دور لن يقبل به حكماً.