التراشق بالبيانات “حوار” من نوع آخر… أين يقف “حزب الله”؟

18 يونيو 2021
التراشق بالبيانات “حوار” من نوع آخر… أين يقف “حزب الله”؟

بيان من هنا وردّ من هناك، إلى آخر المعزوفة. هذا ما شهده اليوم الذي سبق الإضراب العام بين بعبدا وعين التينة، مع ما تضمنتّه البيانات المتطايرة من أروقة مقري الرئاستين الأولى والثانية، وإكتفاء “بيت الوسط” بالمراقبة وإلتزام الصمت المطبق، على رغم وقوفه الطبيعي إلى جانب الرئيس نبيه بري، الذي يدافع أساسًا عن صلاحيات رئاسة الحكومة ويطالب بتطبيق الدستور بحرفيته من دون تحريف أو إجتهادات خاطئة. 

وعلى رغم ما تركه هذا التراشق من إنطباعات غير مريحة لدى المراقبين والمواطنين على حدّ سواء، فإن بعض الديبلوماسيين رأوا فيه”نوعًا من الحوار غير المباشر”، إذ عبّر كل طرف عمّا لديه من معطيات وكشف كل ما لديه، وهذا أفضل من ترك الأمور مكتومة وغير معلنة. وفي رأي هذه المصادر فإن هذا الأمر، على رغم ما فيه من مساوىء وما يمكن أن تعكسه من حالات إحباط لدى عامة الشعب التي تعاني ما تعانيه، قد يفضي إلى فتح بعض الثغرات في الجدار السميك الذي شيّده كل طرف حوله وإحتمى به. إلاّ أن دون الوصول إلى هذه المرحلة من التفاهمات على الأساسيات دونه عقبات جمّة، خصوصًا أن ثمة أطرافًا كان من المفترض أن تكون معنية بالأزمة الجديدة القديمة بين الرئيسين عون وبري لا تزال تقف مكتوفة الأيدي.  

للوهلة الأولى يتبادر إلى الأذهان، بعد قراءة تصريح الرئيس بري، الحديث عن المساعي التي تعهّد “حزب الله” بالقيام بها لترطيب الأجواء وللحؤول دون الوصول إلى نسف الجسور بين حليفيه، اللذين هما على تماس دائم مع التوترات، والتي تصاعدت حدّتها بعد البيان الرئاسي، الذي وجّه كل سهامه في إتجاه مبادرة الرئيس بري، وأقفل في وجهه كل إمكانات الحلول الممكنة أو أنصاف الحلول، ومتهمًّا أياه بالوقوف وراء الرئيس الحريري، وبخاصة عندما صعّد لهجته الكلامية في مداخلته في جلسة الردّ على رسالة رئيس الجمهورية. وفي الإعتقاد السائد في دوائر القصر الجمهوري أن الرئيس بري هو الذي أوحى بأن أجواء الجلسة لن تكون تصعيدية فجاءت كلمة النائب جبران باسيل إيجابية ظاهريًا ،فيما كانت كلمة الحريري نارية ومن النوع الثقيل، ما جعل رئيس الجمهورية يعيد حساباته من جديد. إلاّ أن كل ما أراد الرئيس بري إيصاله من رسائل كردّ غير مباشر على الرسالة الرئاسية هو أن مجلس النواب سيد نفسه، وهو الذي تعود إليه صلاحية تفسير الدستور، وهو الذي يكّلف الرئيس المكّلف بعدما اصبحت الإستشارات النيابية ملزمة وفق ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني. يقول البعض أن “حزب الله” يجد نفسه محرجًا بإعتبار أن المعركة تدور رحاها بين حليفين طبيعيين له، وهو يقف أمام هذا الواقع المستجدّ حائرًا، وهو يتمنى ألا يضطرّ إلى الإختيار بين الأثنين، لأنه في النهاية سيختار الوقوف إلى جانب الرئيس بري، وذلك بعد سلسلة مواقف أطلقها مؤخرًا رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، والتي لا تصبّ في خانة ترسيخ تفاهم مار مخايل، بعدما طالب أكثر من قيادي عوني بإلغائه.