زحلة تستعدّ لانتخاب مُطران جديد وسط تنافس سياسي على عاصمة الكثلكة

19 يونيو 2021
زحلة تستعدّ لانتخاب مُطران جديد وسط تنافس سياسي على عاصمة الكثلكة

كتبت رلى ابراهيم في “الاخبار”: يوم الاثنين المقبل، ينعقد سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك على مدى أربعة أيام لانتخاب مطارنة جُدد في كلّ من بعلبك ــــ الهرمل، زحلة، اللاذقية، وحلب. الاهتمام سيكون مُركّزاً على هوية مطران زحلة الجديد الذي سيخلف المطران عصام درويش، علماً بأنّ ولاية الأخير انتهت مع تقديمه استقالته في العام الماضي، إلا أنّ تأجيل انعقاد السينودس حال دون تعيين مطران آخر، فبقي في منصبه عاماً إضافياً. وتحظى انتخابات أبرشية زحلة بأهمية لأنّها مركز الثقل الكاثوليكي، ولأن لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم المكليين الكاثوليك أملاكاً وأوقافاً كبيرة، فضلاً عن تأثير مطرانها على القرار الزحلي اجتماعياً وسياسيا.

ثمة خلاف مستجدّ اليوم ــــ قبيل رحيل درويش ــــ يكمن في دعمه مطران كندا إبراهيم إبراهيم لخلافته، أي السعي لنقله من مطرانية كندا إلى مطرانية زحلة. انتشار الخبر في الكنيسة، أثار امتعاض بعض الرهبان والخوارنة. فتعيين مطرانٍ من «خارجهم» على رأس الأبرشية، يعتبرونه «قتلاً» لطموحهم بتتويج مسيرتهم بالوصول إلى رأس الأبرشية.
سليم وردة ورئيس البلدية أسعد زغيب ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي (الأخير أرثوذكسي، لكنه يتكفّل اليوم بمتابعة الملف المسيحي في تيار المستقبل) ومعهم مطران صيدا إيلي حدّاد، يدعمون راهباً مخلّصياً يدعى ميلاد الجاويش ويخدم في دار العناية الصالحة في صيدا. مسعى تيار المستقبل هنا هو السيطرة على أبرشية زحلة (وخصوصاً أنها تشمل البقاع الغربي أيضاً)، كما يسيطر «المستقبل» على أبرشيتَي صيدا وصور (فحداد هو مطران أصيل في صيدا، وعٌيّن في بداية العام مدبّراً رسولياً على أبرشية صور). تتقاطع مصلحة المطران حداد وتيار المستقبل هنا، فالأول عبر سعيه السيطرة على ثلاث أبرشيات (إذا انتخب الجاويش مطراناً) يكون قد ربح معركة استباقية نيابةً عن تيار المستقبل ضد بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق يوسف العبسي، عبر الضغط عليه ودفعه إلى الاستقالة، فيُستبدل بحداد.

في مقابل الدعم لميلاد جاويش، يدعم الفريق الآخر المُتمثّل بالبطريرك العبسي والمطران درويش وجريصاتي، نقل المطران إبراهيم إبراهيم من كندا إلى زحلة. ينفي المطران درويش لـ«الأخبار» دعمه لأي طرف، مؤكّداً أنّه «لا يوجد ترشيحات مسبقة، بل كل واحد يُدلي بصوته عندما ينعقد السينودس، من دون أي تأثير على المطارنة». من جهته، يؤكّد جريصاتي في حديثه إلى «الأخبار» أن لا علاقة له كـ«علماني» في هذه الانتخابات، «الأمر يعود للسينودس حصراً. إن استشارني أحد أحيله إلى البطريرك العبسي والمطران درويش». أما في شأن ما يُقال عن دعوته إلى تكريم درويش فقط، بما يُعدّ بمثابة رسالة سياسية، يجيب جريصاتي بأنّ الدعوة كانت عامة «والبطريرك طلب أن تكون برعاية رئيس الجمهورية، الذي طلب مني أن أُمثّله في الاحتفال والافتتاح. وأنا وقفت على الخواء السياسي الكاثوليكي في زحلة، نهار عرفت أن المدينة، بالتمثيل السياسي الكاثوليكي، غائبة».وسط هذا المشهد المنقسم، تخوض زحلة مجموعة تحدّيات، وثمة من يعتقد أنّه يفترض بالفاتيكان والسفير البابوي حسم الصراع لإبعاد شبح الانقسام عن الكنيسة. فكرسي أبرشية زحلة يُستخدم حالياً كسلاح بين قوى سياسية متصارعة. الأمر رهن بالرسالة التي يريد الفاتيكان نشرها في عاصمة الكثلكة، وخصوصاً أنّ المطران المقبل سيخدم رعيّته لمدّة 25 عاماً، وليس نائباً ــــ مثلاً ــــ يُكمل أعوامه الأربعة ويرحل.