كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: يتخوف الرئيس دياب من فكرة عقد جلسة حكومية او لقاء وزاري موسع، ولشدة الخلافات بينه وبين الوزراء او خلاف الوزراء في ما بينهم يلتقي كل وزير على حدة متى استلزم الامر ذلك، ولكن هناك وزراء لا يجتمع بهم ولا يقابلهم منذ استقالة الحكومة. واذا لم يبادر الوزير ويتصل لمتابعة ملف معين فرئيس الوزراء لا يتصل بهم الا في حال وجود داعٍ لذلك.
في حكومة تصريف الاعمال وزراء نشيطون يتعبون على ملفاتهم وسجّلوا بصمات في وزاراتهم، وآخرون تستهويهم لعبة الاعلام وصنف ثالث لا يسمع به احد ولا يحضر الى وزارته الا للضرورة القصوى، على ان غالبية الوزراء يتحفظون على توقيع البريد المحال اليهم ولا يدخلون في بتّ ملفات مهمة، لاعتقادهم ان مرحلة تصريف الاعمال تقتضي منهم ذلك وخشية التورّط بتوقيع لا يتناسب ومصالح حزبه او حليفه السياسي.بالنتيجة فان القرار رهن رئيس الحكومة المستقيلة الذي ارتضى لنفسه ان يبقى اسير الطبقة السياسية حتى في حدود تصريف الاعمال، وهو يعتبر، وفق مقربين منه، انه لم ينقطع عن تسيير امور الدولة عبر المراسيم والقرارات التي يوقعها مع رئيس الجمهورية والوزراء المعنيين، مذكراً انه منذ استقالة حكومته ولغاية اليوم وقع ما يقارب 1200 قرار ومرسوم، اهمها تحويل الموازنة العامة الى المجلس النيابي والبطاقة التمويلية.
لا ينكر المقربون ان رئيس حكومة تصريف الاعمال لم يعد يمون على وزراء حكومته ولا يستمعون لرأيه ولا يستجيبون دعوته الى اجتماع ولو ثنائي، ولذا فقد يكون المقصود تجنب اظهار هشاشة العلاقة بينه وبين الوزارء والدعوة الى اجتماع وزاري أياً كان حجمه.النقطة الثانية التي تطوق دياب خوفه من ارتكاب اية مخالفة يعاقب عليها ولو سياسياً وهو لا يزال ممتعضاً من تجربة استدعائه على خلفية انفجار المرفأ، وكيف حوسب على الجريمة سياسياً ودفعت حكومته الى الاستقالة. أما النقطة الثالثة فترتبط بالاعتبارات السنية التي يوليها دياب اهتمامه، وهو الذي بات على تواصل مفتوح مع الرئيس المكلف سعد الحريري ويقف على مشورته.