كتبت “الأنباء” الكويتية: بات واضحاً أن موقف حزب الله مما يجري في المثلث الرئاسي محكوم بالحسابات التالية:- الرئيس سعد الحريري هو أفضل رئيس حكومة في هذه المرحلة بحكم واقعه الداخلي (افتقاده الى حلفاء فعليين) والخارجي، مما يجعله على استعداد للتعاون مع “الثنائي الشيعي” الى أقصى حد، ومهادنا للحزب في أدق المسائل. إضافة الى أن العلاقة الجيدة مع الزعيم السني في لبنان تساعد في درء مخاطر الفتنة السنية ـ الشيعية في السياسة كما في الشارع.
– الرئيس نبيه بري مهم جدا في حسابات البيت الداخلي والحفاظ على استقرار الطائفة الشيعية وتماسكها. وإذا لم يعد قادرا على فرض ما يريد، فإنه مازال قادرا على رفض ما لا يريد. وليس أمام الحزب إلا استمالته ومداراته لكل هذه الأسباب والقبول باستمراره في رئاسة المجلس النيابي مدى الحياة.- الرئيس ميشال عون حليف سياسي واستراتيجي للحزب، ومن موقعه المزدوج كرئيس للجمهورية وكزعيم مسيحي. ومادام عون في قصر بعبدا فإن الحزب لا يفرط بالعلاقة معه، وتظل العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر على هذه الحال من التأرجح، تترنح ولا تسقط.
حزب الله في وضع إقليمي “جيد” والتطورات منذ مطلع هذا العام تصب في مصلحة إيران، ولكنه في وضع داخلي “محرج” ولا يحسد عليه. من جهة تحاصره أزمة شاملة وضاغطة لا يملك لها حلولا، ومن جهة ثانية تحاصره علاقات متوترة بين حلفائه وتكاد تخرج عن السيطرة، وستزداد توترا وتزداد معالجتها صعوبة كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية، وآنذاك تدق ساعة الخيارات الصعبة والحاسمة.