كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: لم يفوض باسيل السيد ليتفاوض من خلال “حزب الله” باسمه بل قال انه يرضى بما يرضى به السيد لنفسه، علماً ان “حزب الله” لطالما أكد سعيه الى تسهيل مهمة تشكيل الحكومة وليست له شروط معينة، بل انه ارتضى بحصة حكومية من وزيرين لم يعرف حتى اليوم ما هي الحقائب التي ستسند الى وزيريه، فهل يقبل باسيل ان يسري عليه مثل هذا المنطق؟ لم يحصر “حزب الله” تسمية الوزراء الشيعة به ولم يشترط تمثيلاً موازياً لحجم كتلته النيابية او حجم كتلتي الثنائي الشيعي حكومياً، بينما مثل هذا المنطق يرفضه باسيل مسيحياً.
وبعيداً من منطق توزيع الحصص والحقائب، فأن يرضى باسيل بما يرضاه السيد نصرالله لنفسه يمكن تفسيرها على انها شكوى باسيل من طريقة تعاطي رئيس المجلس معه وميله لصالح الحريري، بدليل قوله ان تياره لم يبلغ رسمياً بما حكي عن مبادرة لبري. رغم الاجواء المشحونة والتي انتهت بكلمة باسيل يوم الاحد الماضي الا ان مضمون ما قاله قد يكون فتح على تجديد مبادرة، واطلق العنان للامين العام لـ”حزب الله” بأن يبادر على طريقته الى ترميم الاجواء وهو الذي تقصد عملَ توازن بعدما بلغت علاقته مع بري مستوى من التوتر لا سابق له. أما المؤشر الايجابي الثاني فقد تمثل في تجنب بيان “حركة امل” الصادر امس الرد على كلمة باسيل وما تضمنته، وهو ما يمكن ان يساعد “حزب الله” في اي مسعى ينوي الانطلاق منه مجدداً. ينتظر “حزب الله” شرحاً من باسيل لما قصده من طرحه تجاه السيد ليبني على الحديث وينطلق منه في محاولة حكومية جديدة. يحتاج ما قاله لشرح مفصل ومن المتوقع ان تشهد الساعات المقبلة تواصلاً للوقوف على خلفيات الموقف والبناء عليه.
يمكن اعتبار تحرك “حزب الله” تجاه باسيل والافرقاء الآخرين آخر فرصة حكومية ممكنة، والا فالجميع انتقل الى الانتخابات النيابية وأعد عدته لذلك، لتصبح حكومة الاشراف على الانتخابات امراً واقعاً يرضى به الجميع وتشكل مدخلاً للحل الموقت.