الاعلان عن زيارة وفد الاحزاب نموذج

22 يونيو 2021
الاعلان عن زيارة وفد الاحزاب نموذج

لم يكن صدفة الاعلان عن زيارة وفد الاحزاب الحليفة لسوريا اليها واللقاء الذي جمعهم بوزير الخارجية فيصل المقداد، علما ان هذه الزيارات تحصل باستمرار ومنذ عدة سنوات من دون اي اعلان رسمي او تغطية اعلامية، بل ان اللقاء هذه المرة ترافق مع قرار سياسي بضرورة الانفتاح على سوريا.
 
يبدو ان “حزب الله” الذي يدير اللحظة السياسية بدقة عالية، بدأ يمهد الطريق لاعادة تطبيع العلاقات اللبنانية مع دمشق، في لحظة التبدلات السياسية الاقليمية، وبعد اعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الاسد.
 
وبحسب مصادر مطلعة فإن “حزب الله” يرغب بفرض التواصل مع سوريا وجعله امرا واقعا، سواء تشكلت الحكومة ام لم تتشكل، يساعده في ذلك تأييد عهد الرئيس ميشال عون لهذه المسألة بشكل كبير، خصوصا ان هناك انفتاحا عربيا على سوريا، تسير خطواته قدما رغم البطء اللافت فيها .
 
وتقول المصادر ان الزيارة الدمشقية تأتي بالتوازي مع استعدادات رسمية لبنانية  لاستقبال عروض روسية جدية ومفصلة في بعض المجالات مثل البنى التحتية والطاقة والمرافق العامة، ما يعني ان هناك ضوءا اخضرَ اميركياً قد حصل.
 
وتلفت المصادر الى ان الاعلان عن الزيارة قد يشكل غطاءً سياسياً كبيراً لخطوات قد يذهب اليها الحزب  في لحظة الانهيار الكبرى، مثل استجرار الطاقة او فتح الحدود السورية وغيرها، كما وقد تشكل مدخلاً في الوقت نفسه لتحرك الدولة اللبنانية لتأمين بعض الحاجات الاساسية من دمشق، وحل بعض العقد مثل قضية النازحين.
 
وتقول المصادر ان الاستدارة بإتجاه سوريا قد لا تكون محصورة بقوى الثامن من اذار، اذ ان ما نقل عن لسان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من اشادة بالدور السوري في بعض مراحل الحرب اللبنانية قد يشكل بداية او تمهيدا لتبديل ما في الخطاب الجنبلاطي تجاه دمشق.
 
يبدو ان الانهيار الاقتصادي في لبنان سيترافق مع تحولات سياسية جدية، فهل تساهم التحولات المماثلة التي تمر فيها المنطقة في جعل لبنان يتخطى هذه المطبات السياسية بسلاسة ام ان اللبنانيين سيدفعون ثمناً كبيرا قبل الاستقرار السياسي والاقتصادي؟