وأصبح “للبنزين” شهداء… أهلا وسهلا بكم في لبنان

22 يونيو 2021
وأصبح “للبنزين” شهداء… أهلا وسهلا بكم في لبنان

بتنا لا ندرك في اي مستنقع نقبع جميعا، لا بل بتنا غير قادرين على تحديد وجهة المصائب المتوجب علينا مواجهتها ومجابهتها بطريقة انفرادية دون الأخذ بعين الاعتبار وجود الدولة او مؤسساتها.فالدولة المتلهية بلعبة الكباش والجدال العقيم على جنس الشياطين لا الملائكة، نسيت او تناست ان هناك شعبا يستيقظ صباحا ويجهد لاتمام يومياته وتحدياتها بما تحمل من صعاب ومشاق يعجز المواطن عن تحملها او علاجها.

وفي خضم الحديث عن المشكلات، تظهر أزمة المحروقات، كواحدة من المصائب التي خيّمت على يوميات اللبناني، فحوّلتها كابوسا متنقلا بين صفوف الذل والـ 20 الف ليرة التي بات بلوغها يتطلب انتظار ساعات وساعات.وعلى الرغم من هذا الذل، يأبى المواطن ان يستسلم، لا بل يكافح ويقاوم بغية الوصول الى برّ امان تبدو اشرعته حتى اللحظة بعيدة ورياحه خافتة، لكن وامام اقدام المواطن على فعل المقاومة والصمود، تبدو الدولة مستخفة بكل نضال ممكن، لا بل غير مبالية وتنتظر ان يقع السقف على رؤوس المواطنين علّها تتحول الى منقذ أمين من جديد.

ومن فصول اللامبلاة المتعمد الذي تنتهجه السلطة الحاكمة، تظهر الى العلن مشاهد الزحمة المتنقلة في مختلف المناطق اللبنانية وأمام معظم محطات المحروقات الناتجة عن ازمة البنزين التي ومنذ انطلاقتها، لم يبخل اي مسؤول عنها بالظهور علينا اعلاميا لطمأنتنا وتبشيرنا بان الامور ستعود الى سابق عهدها ابتداء من يوم “الاثنين المقبل”.وفي انتظار الاثنين، بدا المشهد دمويا ومرعبا، لابل عصيا عن التصديق فالحاج عماد حويلي الذي سيعود من غربته جامعا ما استطاع من خيرات البلاد التي كان فيها لتقديمها الى بناته وزوجته، سيجد نفسه وحيدا بعد ان وقع كل من زوجته فاطمة قبيسي وبناتها الـ 4 “زهراء، آية، ليا، وتيا”، ضحايا لحادث سير مروع رجحت المعلومات انه وقع بسبب طوابير البنزين الممتدة على طول أوتوستراد السعديات باتجاه العاصمة بيروت في محلة مفرق برجا.وامام هول هذه الكارثة، بتنا لا نرغب في مطالبة الدولة ايجاد حلول لازماتنا، بل ما نسأله هو تنظيم هذه الازمات وادارتها بعيدا عن سياسات النكد و”النكايات” التي قد تحوّلنا جميعا الى شهداء في بلد اعتاد الشهادة والدماء.