كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: واقعياً، باسيل يضطلع بدور مُهمٌّ حالياً في بعبدا، بمعزل عمّا إذا كان مُناسباً وصفُه بـ»رئيس الظلّ». وهو ينسِّق علاقاته جيداً مع «الحزب». وأما «المواقف الصادمة» التي يطلقها أحياناً، والمتعلقة بملفات أساسية كالسلاح أو النظرة إلى إسرائيل، والتي يوحي فيها بأنّه يختلف مع «الحزب»، فيعتقد كثيرون أنّها رسائل لتلميع الصورة تجاه الولايات المتحدة أو لاجتذاب الرأي العام المسيحي، ولا شيء يمنع أن يكون معظمها منسَّقاً مع «الحزب» لضرورات تكتيكية.
إذا بقيت معادلات القوة داخلياً كما هي اليوم، فلن يكون مستغرباً استمرار «الحالة العونيّة» في بعبدا، إما تمديداً لعون شخصياً وإما «تمديداً» عبر باسيل. وسوى ذلك، لا شيء سوى الفراغ الشامل الذي يمكن أن يبدأ بتعطيل الانتخابات النيابية، ومعه تتعطّل تلقائياً انتخابات رئاسة الجمهورية. وفي حال إصدار فتاوى تُمدِّد للمجلس اضطرارياً من أجل ضمان استمرار المؤسسة، ستكون هناك فتاوى مماثلة تقول ببقاء الرئيس في بعبدا تحت العنوان إيّاه.
هل يَضْمَن باسيل بلوغ موقع الرئاسة، لمجرَّد أن يكون مرشح «حزب الله»؟العالمون يرجِّحون ذلك. ويقول خصوم باسيل: إنّه، كما عون، مستعدّ لفعل أي شيء من أجل الوصول إلى الرئاسة. ولكن لا أحد يضمن من سيكون الأقوى في لبنان بعد عام. وحتى داخل الصف السياسي الواحد، السوري- الإيراني، هناك منافسون لباسيل أبرزهم سليمان فرنجية الذي يمثّل- تقليدياً- التحالف مع نظام الرئيس بشّار الأسد. ولكن، هذا لا يعني أنّ دمشق نفسها بعيدة عن باسيل. فالاتصالات معه لم تنقطع يوماً.سيكون اختيار الرئيس المقبل مرهوناً بالتوافقات التي ستنشأ بين القوى الإقليمية والدولية على الحلّ في لبنان، وبالتفاهمات على تقاسم النفوذ. وبعد الطائف، غالباً ما وقعت «القُرعة» في التسويات على شخصيات مارونية من خارج الصف القيادي أو من داخل الصف العسكري.فمَن سيكون التالي بعد عون: أحد مرشحي الواجهة، أم مفاجأة، أم تتجّه الجمهورية والرئاسة إلى المجهول؟
المصدر:
الجمهورية