كتبت صحيفة “العرب”: اعتاد اللبنانيون رؤية الغربان بعد أن باتت ضيفا مستمرا يحلّق في سماء بيروت. لكن هذه الطيور انتشرت مؤخرا وتكاثرت بشكل لافت في العاصمة اللبنانية، حتى أصبحت تجمعاتها مشهدا معتادا على الأرصفة والأبنية وأعمدة الإنارة وأسوار الكورنيش البحري.
ورغم لونها الفاحم ونعيقها الصاخب واعتبارها في العديد من الأساطير دلالة على التشاؤم والحزن والخراب، إلا أن سكان بيروت لا يكفون عن الترحيب بالغربان ويقدمون لها الطعام.ولم تصدر السلطات أو جمعيات بيئية في بيروت أي إفادة حول أسباب انتشار طيور الغربان، غير أن روجيه سعد، المسؤول الإعلامي في جمعية “حماية الطيور” بلبنان، رجح أن يكون حظر جائحة كورونا هو السبب وراء ذلك.وأوضح أن “الحظر الذي فرض عدة أشهر متتالية جعل تلك الطيور تشعر بالأمان بعيدا عن حركة البشر، ما جعلها توسع رقعة انتشارها وتبني أعشاشها على بعض الأبنية، وعلى ما تبقى من أشجار في المدينة”.
وتابع “أما اليوم، فيبدو أن تلك الطيور اعتادت على الناس وباتت تقترب منهم أكثر، كما أن معظم الناس اعتادوا وجودها بينهم، وباتت العلاقة متبادلة فلم يعد أحدهم يخشى الآخر”.ويعتبر الغراب من الطيور بالغة الأهمية في الحياة البرية اللبنانية، خصوصا بعد أن تراجعت أعدادها بسبب القتل العبثي. هذا الطائر يعتبر من أذكى أنواع الطيور واكتسب مهارات من بينها استخدام الأدوات.ووفقا للمسؤول الإعلامي، فإن الغربان تقتات على بقايا المأكولات وقطع الخبز، وبالتالي فهي تقوم بدور أشبه بعمال النظافة وتعد صديقة للبيئة وللإنسان، لافتا إلى أن “تلك الطيور في لبنان كانت تعاني في الماضي من القتل العشوائي وسرقة أعشاشها بغية الاتجار بفراخها وبيعها لمحلات الطيور، لكن تصدي القوى الأمنية وتنامي الوعي وضعا حدا لتلك الممارسات”.