الدولار يحلّق بشكل سريع والاسعار تلهب الناس وتخطف انفاسهم وطوابير الذل امام المحطات، ومع ذلك فالعهد مرتاح على وضعه ويأخذ وقته في العناد والنقاش والتفاوض بحثا عن ثلث معطل مقنّع وعن وزيرين مسيحيين اضافيين “سيعيدان حتما حقوق المسيحيين الضائعة”.
اما الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الذي انتقل الى ابو ظبي، “فالملفات الاجتماعية على جدول اعماله اليومي سواء كان في بيروت او في أي مكان آخر في العالم”، وفق ما تقول اوساطه التي تتابع” انه على تواصل دائم مع عدد من الشخصيات المهتمة بملف اللاستحقاق الحكومي وقضايا وطنية أخرى”.
في المقابل يواصل حزب الله مساعيه لتأمين خط تواصل مباشر بين الرئيسين عون وبري، بالتوازي مع تحريك الاتصالات مع النائب جبران باسيل عبر مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، “لم تكن نتائج جولتها الاولى ليل امس مشجعة”.
ويؤكد حزب الله لجميع المعنيين”انه متمسك بعلاقته مع الرئيس بري وايضا بالتفاهم والعلاقة الجيدة مع التيار الوطني الحر، ولا شيء يلزمه بالمفاضلة بين الخيارين”.
اما الرئيس نبيه بري المستمر في مبادرته ، كما تؤكد اوساطه، فعمّم على جميع المعنيين في حركة امل بعدم الدخول بأية سجالات وردود أفعال مع التيار الوطني الحر استكمالا لمساعي التهدئة والعودة الى خيار الحوار.
وفي السياق ايضا يواصل المعنيون في القصر الجمهوري” درس الخيارات المتاحة امام الرئيس ميشال عون، وابرزها الاطلالة الاعلامية لتحديد الموقف الدستوري والسياسي من التطورات، ودعوة رؤساء الكتل النيابية الى القصر الجمهوري ، اضافة الى خيارات اخرى سيكون لها مفعول تنفيذيّ وحل جذري يؤدي لإعادة خلط الأوراق لتسريع التشكيل”، من دون الكشف عنها مسبقا.
وفي المعلومات ان ” التيار الوطني الحر” يحضّر خطوتين بارزتين، سيتم الاعلان عنهما بعد افساح المجال لفترة محددة لحزب الله لاستكمال مساعيه التوفيقية ، والخطوتان هما :
– الإعلان عن عدم المشاركة في الحكومة ورفض منح الثقة لأي حكومة يترأسها الحريري.
– تجميد التفاوض الحكومي وترك الامر بالكامل لدى رئيس الجمهورية.
ومن خلال هاتين الخطوتين يعتبر ” التيار” انه ينجح في كسر جمود الاتصالات وفرض نمط جديد في الملف الحكومي عبر وضع بند ” الميثاقية داخل الحكومة” على طاولة البحث.