الاكتظاظ بالمطار يستدعي إجراءات قاسية.. لبنان في دائرة خطر “المتحوّر الهندي”

24 يونيو 2021
الاكتظاظ بالمطار يستدعي إجراءات قاسية.. لبنان في دائرة خطر “المتحوّر الهندي”

كتبت ماجدة عازار في “نداء الوطن”: صور مشاهد الاكتظاظ في قاعة وصول المسافرين في مطار بيروت استفزّت كثيرين وتوالت التحذيرات والدعوات الى ضرورة اتخاذ اجراءات اكثر قساوة وصرامة، فيما اتصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بوزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن الموجود في زيارة رسمية في تركيا وطلب إليه اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الازدحام الشديد الذي يشهده مطار رفيق الحريري الدولي في قاعة وصول المسافرين وذلك لإجراء فحوصات الـPCR الضرورية للآتين من الخارج، وذلك من خلال زيادة أعداد الفرق الصحية التي يتولى أفرادها إجراء الفحوصات، والاستعانة عند الضرورة، ولا سيما خلال أوقات الذروة، بفرق إضافية لتفادي إنتظار الواصلين إلى المطار.

وفي هذا السياق، اكد وزير الصحة السابق الدكتور جميل جبق ان المتحور الهندي هو نفسه الوباء الموجود حالياً لكن عوارضه تكون اكثر حدّة، واوضح لـ”نداء الوطن” انه لا يمكننا من اليوم التقييم ما اذا كان سيكون اكثر حدة في لبنان ام في اوروبا كما حصل في الهند، مبدياً اعتقاده بان الاجراءات الوقائية في الداخل كما في دول العالم هي التي تدرأ مخاطره، وإذ قلل من نسبة مخاطره في لبنان بفِعل، إما اصابة نسبة كبيرة من اللبنانيين بفيروس “كورونا” واما بأخذ اللقاح ضده، حذر من ان مكمن الخطورة يبقى في ما لو تمكّن المتحور الهندي من استهداف اعداد كبيرة حتى لو لم يكن مميتاً، لان المصابين به سيحتاجون عندها حتماً للعلاج بالادوية والاوكسيجين على اسرة المستشفيات وليس في الممرات ومواقف السيارات او في البيوت كما شهدنا في الفترة الماضية إذ لا يمكن للمصاب بالمتحور الهندي ان يعالج في المنزل لشدة العوارض التي ستظهر عليه، هذا اضافة الى الوضع الاقتصادي والمادي الصعب المشكو منه اليوم، فهل ان اعداد الاسرّة في المستشفيات اليوم يمكن ان تتحمل هذا الكم الهائل من الاصابات بالمتحور؟

وانتقد جبق الاجراءات والتدابير المتخذة في المطار مشيراً الى اننا دولة متخلفة سائلاً عن معنى اعادة اجراء فحوصات PCR للقادمين من اميركا وفرنسا ودول اوروبية اخرى الذين تظهر نتائج فحوصاتهم التي يجرونها قبل وصولهم بـ 24 او 48 ساعة بانها سلبية؟ وقال: هذا سؤال اريد ان اتوجه به الى المعنيين ليشرحوا لنا ما هي الحكمة والغاية من اعادة طلب اجراء الفحوصات فور وصولهم وعرقلة دخولهم الى لبنان، هذا عدا عن التشكيك بالانظمة الصحية في بلادهم؟ كذلك سأل: اما الوافدون من دول افريقية وخليجية والذين تظهر نتائج فحوصاتهم سلبية، ففي اي فنادق يقيمون؟ ومن يراقبهم وكيف تتم عملية تتبّعهم طيلة فترة حجرهم؟وعليه، رأى جبق ان امام السلطات طريقتين فقط لا غير: اما اقفال المطار ومنع اي كان من الدخول والخروج واما الاكتفاء بنتائج فحوصات الـ PCR التي تتبين انها سلبية وتوجيه العائدين بالارشادات المناسبة ما يخفف من نسبة الازدحام والعرقلة في المطار.واما عن المناعة المجتمعية فعزا جبق اسباب تحقيقها الى نسبة عدد الاصابات بكورونا التي سُجّلت في لبنان وليس الى نسبة عدد المتلقحين، وذكّر باقتراحه “الاستعانة بالبلديات في المناطق والتلقيح وفق اعتماد لوائح الشطب وهي اسهل طريقة للتلقيح خلافاً لاعتماد نظام المنصة المعقد”.
 
رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي اكد بدوره ان مشهد المطار غير مقبول، وقال لـ”نداء الوطن”: “المتحور الهندي اصبح في 92 دولة في العالم ولبنان ليس معزولاً عن العالم خصوصاً وان اللبنانيين منتشرون في كل اصقاع الارض، لذلك عندي تخوف كبير من وصول المتحور الهندي الى لبنان، خصوصاً بعدما تبين انه اسرع 60 في المئة من المتحور الانكليزي الاسرع 40 في المئة من متحور يوهان، لذلك هو متحور سريع التفشي وقد اثبتت ذلك بريطانيا التي ارجأت قرار اعادة افتتاح البلاد، حتى الولايات المتحدة تتحدث عن ان معظم الاصابات فيها بسبب المتحور الهندي، وهذه ليست بدلالة جيدة ابداً فالمتحور بات في 92 دولة ما يشكل علامة خطر لاعادة التفشي، وعليه وجب اتخاذ احتياطات قاسية جداً في المطار.

المصدر:
نداء الوطن